الجمعة 25 مارس 2022 - 14:43

يهيج البيت ويمور بالعويل والنواح، فقدوا عزيزاً لهم، كما تقول العبارة الشائعة، كل شيء حزين هنا، لولا (البوبار) الذي انتقل من الأفراح إلى الأتراح حين غفلة!
أضحى البعض في الأحياء الخرطومية الراقية يستأجر (بكايات)، أي نساءً نائحات، يقمن بالبكاء نيابة عنهن مقابل أجر مالي متفق عليه، لأن (البكاء بيخرب المكياج)، وربما لأنهن خائفات من انتقال عدوى الأنفولونزا، أو لأن الكآبة في الوش (منظرها عجيب) كما قالت إحداهن.
فشخرة وبوبار:
تقول سناء أحمد – موظفة – : “للأسف البوبار والفشخرة أصبحتا ديدن النساء والرجال في مجتمعنا، وأضافت : ربما هم غير مقتنعين بواقعهم ربما هذا تعبير عن الشعور بالنقص أو ربما هو مرض نفسي، وإلا كيف نفهم استئجار (بكايات)؟ ثم هل لنا أن نتوقع أنه سيأتي يوم من يستقبل الناس عند الباب ومن (يشيل الفاتحة) نيابة عنهم؟
طرق مبتكرة:
يقول علي سالم – معلم بالمعاش – :” تحضر النائحات إلى منزل العزاء ويطلبن السيرة الذاتية للميت من زوجته أو أفراد أسرته.
وأضاف : الخطوة الثانية تتمثل في عقد جلسة سريعة بينهن لتوزيع الأدوار ومن ثم تبدأ عملية (النواح) والدخول في نوبة “بكاء” طويلة, وتابع : المستطيع يأجرهن طوال أيام المأتم والذي لا يملك المال يكتفي باليوم الأول فقط.
خدمة “5” نجوم:
يقول شريف جبريل – عامل في مركز خدمات مناسبات :” ياخي حتى الصيوان بقى فخم ومكندش وكراسي وجداعات، وشيء لا يوصف, ويضيف :” يعني المجتمع السوداني بقى بحب المظاهر لدرجة الهوس والمرض.
حسرة على الحال:
إلى ذلك، نعت الدكتورة هالة ضو البيت راهن الحياة الاجتماعية بقولها :” يا حليل زمن أمهاتنا كانن في البكيات (شيء عجيب)، أول شيء ينضفن البيت.. يفرشن الملايات، حتى يبدأن بالعويل.
وقالت :” ظاهرة استئجار البكايات لينُحن بصوت عالٍ ويصفن خصال المرحوم وصفاً دقيقاً بعد حصولهن على المعلومات اللازمة من ذويه، ظاهرة توجع القلب، وزمان أهلنا كانوا بقولوا (البكا بحرروا أهلو) هسي جابوا ليه (حرارات).
وأضافت : هذا غير الونسات الجانبية في صيوان العزاء، ونسات في أمور تافهة (توبك رهيب حنتك عالية، غيرت دهبك متين)، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.