الأحد 27 مارس 2022 - 19:12
احمد يوسف التاي يكتب: أميرة الجمال دبي )1(


)1(
حدثوني عنها… عن سحرها الخلاب وجمالها الأخاذ وبهائها الآسِر، وقوامها الممشوق ، ووجهها المشرق الذي يخطف الأبصار ويخلب الألباب، فوكزتني بعصاها رعشة العشق قبل أن أراها، ولما تجلت في حضرة العاشقين، أيقنتُ أن “دُبي” هالة من الجمال الرباني ، وأن أوصاف مُحدِّثيَّ قد قصرت عن وصف عاصمة الجمال ، ولم يحيطوا بها وصفاً كما ينبغي، حينها علِقتْ بخاطري في الحال قصيدة “الأوصفوك” لشاعرنا العظيم محمد بشير عتيق التي غناها مطربنا المُبدع خضر بشير والتي تقول ابياتها:
الأوصفوك ..
بالبدر أو بالزهر هم ما انصفوك
يا جميل
لو أوصفوك
كيف يجهلوك..
وعلي الجمال العادي راحو يمثلوك
ولو بادلوك عين الحقيقة
او بالبصيرة تأملوك
بالنور او بالنار
أو بي قدر ما ضاع الخيال
ما عادلوك
يا جميل
لو أنصفوك…
كوكب منزه في علوك
سحرك قريب شخصك بعيد
أو كان قريب أنواره آخذه بدون سلوك
يبرق ثناك في غيهب الليل الحلوك
أظرف شمايلك زاملوك
وهم اكملوك
ادبك هبة
فيك موهبة
شكل الظبا
وطبع الملوك
يا جميل
لو أنصفوك…
)2(
أما النظام وحسن التنظيم والترتيب فتلك قصص وحكايات مذهلة ينبيك عنها معرض “إكسبو 2020 ” دبي وما أدراكم إكسبو 2020 ،فقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تنظيم هذه الدورة بامتياز، وحصدت الإشادات العالمية عن جدارة واقتدار حينما أبهرت العالم بدقة التنظيم وأسرته بروعة وهيبة المشهد ، فلم يترك القائمون على معرض إكسبو 2020 موضع لمسة جمالية إلا وقد اكملوا حبات عقده النضيد فتراءت خالية من النقائص لترتدَّ عين السخط التي تبدي المعايب خائبةً حاسرةً، وكأنما كان شوقي حين قال :
حَوَتِ الجَمالَ فَلَو ذَهَبتَ تَزيدُها
في الوَهمِ حُسناً ما اِستَطَعتَ مَزيدا
كان يقصد ساحة معرض إكسبو 2020 دبي
)3(
في جناح السودان رغم أننا قادمون للتو من خرطوم اللاءات والعزة والشموخ إلا أن القلب هفا وتلفت وتدفق حنيناً إلى الديار، فطفقتُ أردد بيت الشعر العربي القديم:
ديار من فؤادي كنتُ فيها ** وكان أبي وكان بنو لساني
أرى في بدوها الأعراب شعثا ** وفي فتيانها الغر اللدان
صحيح أن جناح السودان لم يُرضِ الطموح ولم يرقَ لمستوى السودان بعراقته وتاريخه وحضارته الضاربة في الجذور، لكنه كان صادقاً في التعبير عن واقعنا الراهن، وكما سماه الزميل عثمان ميرغني رئيس تحرير الغراء “التيار” جناح أعذار السودان في إكسبو، إلا أنني اٌقدر الظروف القاهرة التي أدت إلى التقصير الذي رأيناه، وأقبلُ المبررات والأعذار التي ساقها القائمون على جناح السودان هناك، ويكفي أن نقول إنه لم تكن هناك حكومة أصلاً حتى تهتم بأمر الجناح وتذليل الصعاب، وما رأينا واستأنسنا به هو جهد مخلص من عناصر وطنية وضعوا الأغلال في أيديها وألقوها مكتوفة في اليَّم ثم قالوا لها إياك إياك أن تبتل بالماء….. والحق أقول إن من كان في وضعنا المأزوم سياسياً واقتصادياً وأمنياً لن تكون أولويته التباهي بـ )جناح( لا يعكس الواقع … وأزيد إمعاناً في الحقيقة أن جناح السودان في معرض إكسبو الدولي فقد كان معبراً بصدق عن واقعنا البئيس وأزماتنا القاتلة، وتخبطنا في إدارة الدولة ، فلا تلوموا الأستاذة نبوية محمد محجوب ومعاونيها ، فهي )تجيب ليكم صور ومعارض جميلة من وين يا حبايبي أنا(….اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ،وثق أنه يراك في كل حين.
نواصل