الأربعاء 13 أبريل 2022 - 11:38

قلنا في مقالنا الدكتور فولكر وشوف الطشاش )1(، هو ألماني الجنسية، اكاديمي، عمل في الجامعات الألمانية مساعد تدريس ثم محاضرا، وعمل في المعهد الألماني لمشورة بلده، ثم عمل مساعدا للأمين العام في العراق وسوريا.
جاء فولكر بمهمة محددة، ولكن بوجود عملاء ونخب وناشطين سودانيين، يوالونه في العقيدة والفكر والأيديولوجية، صار جزءاً من الخلافات داخل السودان، سواء بين المكونين العسكري والمدني، او بين المدنيين أنفسهم، ثم صار ناشطاً يذهب لبعض الناشطين في اماكن تواجدهم، يأتي بآخرين يسميهم )أصحاب المصلحة( ليجلس إليهم، مدعياً أنها الوساطة والتسهيل بين أطراف الأزمة السودانية،
الأمر الذي لا يتناسب مع مهمته التي جاء الى السودان من أجلها، فهو يُحرِّض كثيراً من الثوار من مُكوِّنات المُجتمع، وخاصّةً قحت وأخواتها.. وواضحٌ أن برنامجه هو تثبيت قحت المجلس المركزي في الحكم، وإبعاد كل ما سواها حتى لفظها الشعب وصارت عملة غير مبرأة للذمة، بل يسعى بالليل ليكون ناشطاً سياسياً، وبالنهار وسيطاً ومسهلاً.
يجب أن يفهم فولكر أن الحوار السوداني، الذي يثمر
هو الحوار بين مكونات المجتمع كلها، وهو حوار سوداني سوداني، ولا ينفع الحوار المفروض والمغيب عنه بعض المكونات الحزبية والمجتمعية وغياب واستهداف المكون العسكري، كما حدث في بيانه في مجلس الأمن، بل بعض الأكاذيب التي طرحها أمام المجلس ليدمغ بها المكون العسكري، بل ذهب أكثر من ذلك بوصفه حركة التصحيح في أكتوبر 2021م، انقلاباً على الحكم المدني، في حين أنّ قحت كانت ديكتاتورية مدنية فاسدة، وانقلبت على الوثيقة الدستورية ثلاثين مرة حتى جاءت بحكومة حزبية بدل حكومة تكنواقراط.
عليه، فإنّ فولكر بالخطوات التي يتبعها في ملف الحوار الوطني فَاشِلٌ ولا ثقة فيه، ومعه ود لبات “كلهم سايقين البلد سواقة الخلا”، بل ثلاثتهم فولكر وود لبات ومبعوث الإيقاد كلهم يُعقِّدون المشهد السياسي في السودان، ولا يحلون الأزمة التي هُم سببها بوثيقتهم الدستورية الملفقة والمضروبة.
انّ فولكر لأنه ليس دبلوماسياً، ليس له معرفة، يرتكب الأخطاء القاتلة التي قربت أن تورده الطرد العاجل من قبل البرهان او وزارة الخارجية السودانية لانه يبيع الفتن ولا توجد حلول!!
عليه، أعتقد أن الحل في الحوار السوداني السوداني الذي لا يستثني احداً ويقود إلى حكومة من الأغلبية المتفقة على خط التصحيح والإصلاح، ومنسجمة مع المكون العسكري خارج دوائر فولكر.
ان التوافق الوطني مسؤولية السودانيين انفسهم، لأن استقرار السودان مصلحة أهل السودان وليس ما يهم فولكر. لأنه هو يسعى لتحقيق مصالح دوله، ولذلك لا يهمه غير ذلك، وهو يسعى لتمكين مؤيدي خطه في السودان من العلمانيين واليسار دون النظر لأهل السودان.
إذن وجود فولكر في السودان فتنة وليس حلاً، ولن يتحقّق منه خيرٌ، ولذلك لما يطلب السودانيون مغادرته البلاد، يعرفون ذلك وهذه البعثات الأممية لم تُحقِّق خيراً في أي بقعة في العالم وما دخلت ارضا إلا قسّمتها وشتّتها، وخلقت التوترات والفتن بين أهلها،
وهي تعتبر أفريقيا أرضاً خصبة ومخزوناً لشعوب الغرب وأمريكا، وخاصةً بعد أن نضبت مواردها وشاخت دولها، ووجدت نخباً وعملاء لها في هذه الدول الأفريقية.
إذن ما يفيدنا هو حل سوداني سوداني، وليست الحلول المُفخّخة التي تحمل في داخلها مواد شديدة الانفجار، تدمر الدولة الوطنية، لذلك مثل فولكر مطلوبٌ أن ترفع له وزارة الخارجية السودانية الكرت الأحمر بأنه شخصٌ غير مرغوب فيه، وحتى البعثة نفسها لا تلزمنا في السودان، لأنها مما دخلت السودان لم تُقدِّم اي عمل فيه مصلحة للسودان، وكل ما تقوم به هدم!!!
أخيراً.. رسالة لأولئك النخب والمثقفاتية الذين يلتفون حول مثل هؤلاء الرجال الأجانب، كفوا عن ذلك، لأنه يخدم هؤلاء ودولهم وليس مصالح وطنكم..!
صحيفة الصيحة