الثلاثاء 7 يونيو 2022 - 15:23

قتل 11 شخصا وجرح 33 آخرين في تجدد اشتباكات قبلية داخل مدينة ابوجبيهة في ولاية جنوب كردفان، بينما حمل حزب الأمة القومي، سلطات الانقلاب مسؤولية الدماء التي سالت.
وتجددت الاشتباكات القبلية بصورة مؤسفة في المنطقة الشرقية من محلية أبي جبيهة يومي “الأحد والاثنين” بين بعض المكونات المحلية بالمنطقة، في ظل غياب تام للدولة وأجهزتها الأمنية والعدلية.
وسادت صباح اليوم الثلاثاء حالة من الهدوء النسبي في المدنية وسط انتشار للقوات العسكرية، بحسب شهود عيان.
وقال الصحفي فيصل سعيد ان عدد القتلى وصل إلى 11 قتيلاً من الجانبين، بينهم معلم توفى بطلق طائش داخل منزله، مشيراً إلى ان عدد الجرحى بلغ 35 جريحاً بينهم 33 من طرفي الصراع، وإثنان اصابات عشوائية.
وأضاف أن “الوضع الصحي كارثي ويشهد المستشفى ازدحاماً بسبب الإصابات وشح الكادر الصحي حيث يوجد مساعد طبي بعد استقالة المدير قبل أيام، وسط انعدام الادوية والاسعافات الاولية، وغياب سيارات الاسعاف مع الحوجة لنقل المصابين خارج المدينة”.
ودعا حزب الأمة القومي في بيان أهالي المنطقة لضبط النفس وعدم الانسياق وراء دعوات نسف التعايش والسلام والمحبة، مناشداً القيادات الأهلية والسياسية والمجتمعية في المنطقة التدخل العاجل لوقف نزيف الدماء.
وتابع البيان: “نحمل سلطات الانقلاببمستوياتها كافة المسؤولية كاملة عن انفراط الأمن وذهاب المكونات المجتمعية في طريق تصعب العودة عنه إن لم يتم وأد الفتنة في مهدها”.
وقال إن “المدخل الصحيح لمعالجة كل هذه الاضطرابات والاحتقان في طول البلاد وعرضها هو إنهاء الانقلاب، فتداعياته وآثاره شملت جميع أوجه الحياة، ولا مستقبل آمنا في ظله وظل القمع والتهاون واللا مبالاة التي نشهدها في أداء الأجهزة النظامية التي تفرغت لحماية الانقلاب وتركت واجباتها الأساسية”.
لجنة متابعة
وأعلن حزب الأمة القومي عن تشكيل لجنة لمتابعة الأحداث والتواصل مع كافة الأطراف ذات الصلة في المنطقة والمركز من أجل مساعدة المتضررين وإيقاف نزيف الدماء وإعادة الأمور إلى نصابها.
وفي السياق نفسه، أصدر حزب الأمة القومي بولاية جنوب كردفان بيانا أدان فيه الأحداث الدامية التي جرت بمدينة أبوجبيهة معتبرا أنها “في مجملها تعكس قصوراً أمنيا بيناً”. وحمل البيان “الأجهزة النظامية كلها والسلطات المحلية والولائية والسلطة الانقلابية بمستوياتها كافة، المسؤولية كاملة عن هذه الدماء”.
وأشار البيان إلى أن “الوضع السياسي منذ الانقلاب وارتداداته الاجتماعية والاقتصادية يحفز على مثل هذه الأحداث ويحرض على العنف بتهاون الأجهزة النظامية وانشغالها بحماية الانقلاب وسد مسالك العمل السياسي والمدني؛ ويفسح المجال للإعلاء من شأن النعرات الجهوية والقبلية في وجوهها السالبة لا الإيجابية”.
ودعا البيان “جميع مكونات الولاية للإعلاء من شأن التعايش والتسامح والسلام”؛ مشيراىألى ضرورة الاتفاق على عقد مؤتمر أهلي لكل مكونات الولاية نشدانا لبحث أسباب التوتر كلها ووضع معالجات جذرية لها في أقرب وقت.
وجاء في البيان: إن أوجب الواجبات هو إنهاء الانقلاب وفسح المجال أمام التحول الديمقراطي والسلام؛ فلا قابلية للتعايش والسلام في ظل القمع وفقدان الأمل.
سادسا: إن هذه الأحداث في ولايتنا وعلى امتداد الوطن مؤشر أولي على انهيار الدولة كلها بلا أدنى شك إن استمر الانقلاب؛ وسيكون هذا مدخلا للتدخلات الخارجية؛ خبيثها وحميدها. وتابع :وهذا كله مؤداه انفراط السودان وتفتته والذهاب إلى أسوأ السيناريوهات.
وأكد حزب الأمة القومي بولاية جنوب كردفان أنه سيعمل بكل طاقته لدرء هذه الفتنة الخطيرة والوصول إلى حلول ومعالجات جذرية بالعمل الصادق والشفاف مع كل المكونات.
وتعود أسباب تجدد الأحداث المؤسفة إلى نهب مواطنين بواسطة مجموعة مسلحة، قرب مدينة ابوجبيهة، أمس الأول الأحد، وحينما تحرك فزع من الأهالي لملاحقة الجناة وقعت الاشتباكات بينهما، قبل ان تأخذ طابعاً قبليا وتتجدد في اليوم التالي في الأحياء الطرفية الشمالية الشرقية من المدينة.
ومنذ وقع انقلاب 25 أكتوبر الماضي، تدهورت الأوضاع الأمنية في الولايات خصوصاً كردفان ودارفور، وسط غياب كامل للأجهزة الأمنية، التي تم سحبها إلى الخرطوم لقمع الثوار وحماية الانقلاب، حسبما يقول سياسيون.
وظلت مناطق حدودية بين قبيلتي الحمر الحمر والمسيرية بولاية غرب كردفان، تشهد من حين لآخر حوادث عنف راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، بينما شهدت مدينة لقاوة خلال الأيام الماضية سلسلة من الاحداث ذات الطابع القبلى اسفرت عن سقوط تسعة قتلى وعدد من الجرحى.