السبت 18 يونيو 2022 - 18:26

الأزمة السياسية في السودان تدخل شوطها الأخير، في مباراة بين الحسم والتسوية، الحسم بكل ما يحمله من مجاهيل في معادلة غير معلومة، والتسوية بكل ما تحتاجه من شجاعة إنكار الذات في سبيل المصالح القومية العليا.
والمشهد في رقعة الشطرنج واضح، المكوِّن العسكري في السلطة بلا برنامج ولا رؤية سوى السلطة، والمكوِّن المدني منقسم حتى النخاع، بين مسار المواجهة حتى آخر رمق والتسوية بالتراضي الذي لا يرضي أحداً على المدى القصير لكنه يرضي الجميع بعد حين.
قطع الشطرنج السياسي موزَّعة على النوحي التالي:
المكوِّن العسكري في القصر الجمهوري بحكم الأمر الواقع.
الحزب الشيوعي في الميدان بمختلف اللافتات، بموقف واضح لا التباس فيه، المواجهة بمبدأ " تسقط لمن تظبط".
الحرية والتغيير "المجلس المركزي"، عين على التسوية السياسية، وأخرى على مواكب 30 يونيو، تحاول أن تحاور وتناور في الوقت ذاته، وغالباً ستكسب مزيداً من الانشقاقات في صفوفها لتباين الرؤى بين أحزابها، فهي الآن أشبه بمسابقة كنا نلعبها زمان في المدرسة، مسابقة للجري بالثنائيات، كل اثنين من التلاميذ يدخلان أرجلهما في جوال، فتتوقف سرعة الجري على قدرة الاثنين في التناغم والانسجام في الخطوات، وإلا سقطا.
أما قوى الحرية الأخرى، المتحوِّر "بيتا" متماهي مع السلطة العسكرية الحاكمة، والمتحوِّر "دلتا"، شحيح التأثر على المشهد السياسي.
وفي خط موازٍ لكل قطع الشطرنح هذه، أشبه بصف الجنود في الصف الأول للشطرنج الحقيقي، يستمر الثوار في الحراك الجماهيري الذي تدعمه غالبية القوى السياسية، باعتباره مساراً للضغط لا علاقة له بمسارات التسوية الأخرى.
المسار الغائب، هو المسار الذكي الذي يحوِّل مجهود كل اللاعبين والقطع الأخرى إلى فعل منتج للتغيير الحقيقي.
لماذا لا نحوِّل المسار الغائب..إلى مسار حاضر؟