الثلاثاء 28 يونيو 2022 - 7:32
احمد يوسف التاي يكتب: إلى الثوار في كل مكان


)1(
بعد غدٍ الذي يصادف الثلاثين من يونيو، يومٌ ينتظره السودانيون في كل مكان بترقب يشوبه الحذر والخوف.. فإما نصرٌ واستكمالٌ لأهداف الثورة وشعاراتها الحقيقية وتصحيح مسارها واستعادة الشارع لقوته وفاعليته، أو الإيذان ببداية مرحلة جديدة لعودة المؤتمر الوطني بصورة علنية عبر الأبواب التي أشرعها انقلاب 25 اكتوبر ..فإما أن تكون نتائجها مثل 30 يونيو2019،وتضع الأمور على نصابها، أو تكون مثل 30 يونيو 89 تعيد النظام المخلوع إلى نقطة بدايته، وتمنحه الحياة من جديد.
)2(
يحدث السيناريو الثاني، في حال هزيمة المواكب وفشلها.. لكن كيف يتجنب الثوار أسباب الفشل والهزيمة؟؟؟…أي فشل للمواكب سيأتي من الثوار انفسهم، والهزيمة ستكون من داخل صفوفهم، وليست بعنف الشرطة ولا التقتيل وسفك الدماء..
سلاح النصر المجرب هو السلمية والمحافظة عليها قدر الإمكان، وعدم السماح بتسلل العناصر المخربة..
)3(
وليكن راسخاً في الأذهان أن الثوار ولجان المقاومة وحدهم الذين سيدفعون ثمن تحقيق أهداف الثورة، أرواحاً زكيةً ودماءً غاليةً ، لا أحد غيرهم سيفعل، فلا الأحزاب الإنتهازية ولا المتسلقين ولا النائحات المستأجِرات سيقدمون شهيداً ولا جريحاً، ولهذا يجب أن يندفع لجان المقاومة برافعة الأجندة الوطنية والقضايا القومية لا بأجندة الأحزاب، بروح الثورة وشعاراتها لا بروح وأجندة الطامعين من أصحاب التطلعات الشخصية والطموحات السياسية…
)4(
على لجان المقاومة أن تتمسك بشعارات الثورة ، فعندما ترفع التمام والهتاف إلى عنان السماء:) حرية سلام وعدالة( ، يجب أن يلتزم الجميع حدود هذه الشعارات وإلا فما قيمة كلمة “حرية” وأنت تتعدى على حرية الآخرين بإغلاق الطرقات العامة وتجعل من هذه الممارسة سلوكاً سيئاً يرسم شخصية الثائر في مُخيلة الناس على أنه شخص معتد أثيم…. وماقيمة الشعار )حنبنيهو( وأنت تحمل بيدك معولاً للهدم لتحطيم المرافق العامة وإقتلاع طوب الأرصفة وأعمدة الكهرباء وتمنع نقل النفايات والأوساخ بكثرة السدود والحواجز، ألم أقل أن هناك من يتسلل لتشويه صورة الثوار وتقزيم ثورة الوعي والحضارة والسلوك الإنساني…. رجاءً انتبهوا لأفعالكم حتى لا تتناقض مع القول والشعارات والأهداف والمباديء ، ومن يفعل بعكس شعارات الثورة وأهدافها المعلنةفليس منها في شيء، فإما أن يكون )مندساً(، أو أن الحيلة انطلت عليه وقام بدور لم ينتبه لمقاصده الحقيقية التي تقف وراءه …والله لو أن مثل هذه الممارسات لها نتائج مفيدة على أرض الواقع لشجعناها وحفزنا فاعليها ولن نبالي، ولكن ضرها أكبر من نفعها، ولايكتوي بنارها إلا المواطنين والمرضى والمضطرين الذين يجبرهم الحاجة للخروج من منازلهم، ولاينال أذاها أحداً من الممسكين بمفاصل السلطة….الـلهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.