الأربعاء 10 أغسطس 2022 - 5:39

تقرير: محمد جمال قندول
بتشريف رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح انعقدت أمس الإثنين ورشة )دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب( التي نظمها جهاز المخابرات العامة بالتنسيق مع لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية )السيسا(، وذلك بحضور مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول مفضل ومديري الأجهزة الأمنية بالبلدان المعنية، وذلك بفندق )كورنثيا(.
ويأتي انعقاد المحفل الإفريقي الأمني والبلاد تشهد تحولات سياسية في انتظار ما ستسفر عنه المبادرات المطروحة، ورغم ذلك استضافت الورشة التي يرى مراقبون أمنيون أنها مهمة وتسهم في تأمين الحدود واستدامة الأمن على المستوى الإفريقي بالتنسيق المحكم بين أجهزة مخابرات هذه الدول.
)1(
وأكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان دعمه الكامل للتوصيات التي ستخرج بها الورشة والتزامه بتنفيذها على الوجه الأكمل، كما جدد موقف السودان الثابت والقاطع بإدانة كافة أشكال الإرهاب والتطرف بالاعتماد على جهوده وإمكاناته الذاتية وتعاونه مع الأصدقاء والأشقاء من أجل تحقيق السلم والأمن على المستوى الإفريقي والدولي.
وجدد رئيس مجلس السيادة ثقته وإيمانه بأجهزة المخابرات )السيسا(، وذلك لما تمتلكه من إمكانات وخبرات تجعلها قادرة على التصدي لظواهر الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة، وذلك عبر التعاون والتنسيق وتعزيز العلاقات وترقيتها بالعمل الجاد والصادق من أجل مكافحة هذه الظواهر.
البرهان أشار إلى أن هذه الورشة تنعقد والبلاد تستشرف مرحلة جديدة يتطلع فيها السودانيون إلى توافق وطني شامل بمشاركة كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية، اسهاماً في تشكيل حكومة مدنية كاملة تتولى استكمال مسيرة المرحلة الانتقالية والترتيب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني.
الا أنه اعترف بأن السودان مثل دول أخرى في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، غير أن البلاد تبذل جهوداً كبيرة في مكافحتها عبر إصدار عدد من التشريعات والقوانين، والمصادقة على العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية والثُنائية، مبيناً أن السودان أنشأ العديد من الآليات لضبط الحدود مع دول الجوار للعمل سوياً ضمن المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
)2(
الخبير الأمني والسياسي اللواء )م( نصر الدين التيجاني استفاض في تحليل المحفل وقال لــ )الإنتباهة( إن انعقاد ورشة كهذه بالخرطوم في هذا التوقيت رغم ما تعانيه من أزمات بجانب المهددات التي تحاصر القارة، هي دليل على حرص الأجهزة الأمنية على إيجاد معالجات ومحاربة الظواهر المهددة مثل الإرهاب والقرصنة وتجارة السلاح، وواصل التيجاني حديثه وقال إن )السيسا( تمت بحضور أعضاء الدول ومراقبين من دول أخرى، وتحرص الدول الإفريقية على أن تقام دورياً باستضافة متنقلة بين البلدان الإفريقية، كما أن التنسيق بين أجهزة المخابرات الإفريقية المختلفة لعب أدواراً كبيرة في الأمن الإفريقي، مشيراً إلى أن التجمع نشأ كفكرة سودانية قبل سنوات وبات راتباً.
وعن المهددات التي تواجه الإقليم الإفريقي أضاف التيجاني أن أبرزها يكمن في خلايا الإرهاب والتهديد للممرات المائية من باب المندب جنوب البحر الأحمر، وكذلك جيبوتي وإريتريا، وامتداداً حتى اليمن عبر القرصنة التي باتت تهدد التجارة الدولية مما يجعل انعقاد محفل أمني كهذا مهماً في إطار التنسيق، غير أن محدثي لا يرى خطراً كبيراً تمثله الحركات المسلحة المتفلتة التي يتم العمل على معالجتها.
)3(
ويرى مراقبون أن البرهان عبر خطابه في ورشة )السيسا( قدم رسائل مهمةً أبرزها دور البلاد الثابت في مكافحة الإرهاب، بجانب التأكيد على الجهود المبذولة في إطار المهددات الأمنية التي تحيط بالسودان والقارة بشكل عام، هذا بالإضافة إلى رسالة مهمة بعثها عبر التجمع قطعاً ستصل إلى البلدان الإفريقية المختلفة، وهي الحرص على التوافق الوطني وصولاً لاتفاق سياسي يفضي لتشكيل حكومة.
فيما ربط خبراء انعقاد الورشة بالمهددات الأمنية التي تنشأ في حدود الدول الإفريقية، وما جرى بتشاد بمقتل رعاة سودانيين الأسبوع الماضي قطعاً وجد حظه من الاستعراض والنقاش، هذا بجانب الحركات المسلحة الموجودة بليبيا وإمكانية عودتها لدمجها بوتيرة طبيعية ببلدانها، عوضاً عن تبادل المعلومات بين أجهزة الدول للحد من الجريمة العابرة للحدود.
متابعون كذلك اعتبروا أن انعقاد تجمع أمني كبير مثل )السيسا( يؤكد العمق الإفريقي المتقدم في قضايا الإرهاب التي باتت تمثل هاجساً يؤرق دول إفريقيا، بجانب تمدد تجارة المخدرات، وهي أزمة عاني منها السودان خلال الأشهر الأخيرة، وتحتاج إلى تعاون كبير من الأجهزة الأمنية داخلياً بالتنسيق مع أجهزة أمنية إفريقية، والمحفل سانحة للتنسيق المحكم.
فيما اعتبر خبراء أمنيون التجمع تأكيداً على دور الخرطوم في مكافحة الجريمة ودورها الفاعل في إفريقيا عبر أجهزتها الأمنية، كما أن انعقاد الورشة بالسودان في ظل الظروف السياسية المضطربة دليل على أن البلاد لم تتأثر بالأجواء السياسية، وستجتاز عواقب الأزمة الحالية بالتراضي والتوافق الوطني