الخميس 11 أغسطس 2022 - 21:27
د . مزمل ابو القاسم يكتب: الغرايري والسقف المنخفض!


كبد الحقيقة
* نوجه حديثنا للتونسي غازي الغرايري، المدير الفني للمريخ ومواطنه عبد الكريم النفطي، المدير الرياضي للنادي ونعلم أنهما قليلا الحيلة، مغلولا الأيادي في ملف الانتقالات، بعد أن فرض عليهما رئيس النادي التعامل مع سقف مالي منخفض للانتدابات الجديدة، وكانت المحصلة ما نرى.
* إذا استثنينا لاعب المحور الأنغولي المتميز خوسيه ماكايا؛ القادم من أول أغسطس الأنغولي، فقد انحصرت معظم الصفقات في لاعبين كبار السن نسبياً، ومتوقعين عن اللعب لفترات متفاوتة، وبلا أندية، والسبب )السقف المالي المنخفض(!
* بدأ الغرايري ترشيحاته المتفائلة بالمهاجم النيجيري جونيور أجاي، بعد أن فاوضه عن طريق النفطي، واتفق معه على عقد يمتد عامين مقابل خمسمائة وخمسين ألف دولار، أي 275 ألف دولار للموسم الواحد، وفشلت الصفقة.. بسبب )السقف المالي المنخفض(!
* بعدها بدأت التعاقدات السهلة غير المكلفة للاعبين بلا أندية، وتم ضم الكاميروني أوليفر بومال )33 سنة(؛ بصفقة انتقال حر أعقبت انتهاء عقده مع نادي نيوكاسل الأسترالي في شهر يونيو الماضي، وتم ضم الظهير التونسي مروان السعيدي )29 سنة(، بصفقة مماثلة )انتقال حر( أعقبت فسخ عقده مع ناديه السابق )النجم الساحلي(؛ الذي تخلى عن اللاعب بعد ستة أشهر من تاريخ انتدابه له.
* كذلك تعاقد المريخ مع اللاعب الكولومبي برايان إدينسون البالغ من العمر 29 عاماً، )بصفقة انتقال حر( للاعب بلا ناد ومتوقف عن اللعب قرابة العام، بسبب إصابة مؤثرة في الظهر!
* اللاعبون الأربعة موزعون على الطرف الأيمن ومحور الارتكاز والوسط الهجومي.
* لم يضم النادي أي مهاجم أجنبي حتى اللحظة، مع أن كل أنصاره يعلمون أن مشكلة المريخ الحقيقية ومعضلته الأساسية تنحصر في خلو كشفه من المهاجمين المتميزين، بدرجة أجبرت مدربه التونسي على توظيف رمضان عجب ومن خلفه وجدي هندسة في خط الهجوم طيلة الموسم الماضي بجانب الواعد الجزولي نوح.
* ذلك الواقع المزعج يتحمل مسئوليته الغرايري قبل حازم وأبوجريشة، لأنه سايرهما في ما يفعلانه، وصمت عن انصرافهما عن تلبية الاحتياجات الأساسية للفريق، ولم يضغط عليهما بما يكفي لترتيب أولوياته بطريقة صحيحة، مثلما أحنى رأسه )مع النفطي( للسقف المالي المنخفض!
* لو فعل لتمسك بخياراته سيما في خط الهجوم، سيما وأن جماهير المريخ التي تراقب ما يحدث في ملف الانتقالات بقلق شديد لن ترحمه إذا ما أخفق في دوري الأبطال، بعد أن أعفته من مسئولية خسارة لقب الممتاز، مع أنه تعثر بتعادلين مع اثنين من أضعف فرق الدوري!
* أسوأ من ذلك أن الغرايري رفض التعاقد مع الكنغولي المتميز إريك كيمبالي )22 سنة(؛ مهاجم الإكسبريس اليوغندي صاحب البنية القوية والطول الفارع والسجل التهديفي المتميز، جرياً وراء سراب جونيور أجاي، فلا حصل على الكنغولي ولا طال النيجيري، لتتجه خيارات اللحظات الأخيرة إلى مهاجم نيجيري متواضع المستوى وكبير في السن، اسمه إيدو موسيس!
* لعب موسيس لخمسة أندية في مصر والعراق بعد انتهاء عقده مع حرس الحدود المصري وفشل فيها كلها، حيث وقع لنادي مصر المقاصة، وانتقل منه إلى غزل المحلة، وتحول منه إلى المقاولون العرب، ثم ذهب منه إلى العراق ولعب لنادي القوة الجوية، وانتقل منه إلى نادي أمانات بغداد، ولم يحصد في التجارب الخمس سوى الخيبة، إذ لم يمض في كل ناد سوى ستة أشهر فقط!
* إذا صح أن الغرايري قبل إيدو موسس كخيار وحيد لخط الهجوم فتلك مصيبة، ولو لم يكن خياره وتم فرضه عليه وخضع فالمصيبة أعظم، لأن ذلك سيدل على ضعف شخصية المدرب التونسي، الذي حمله رئيس النادي مسئولية كل الصفقات الحالية بالحديث عن موافقته عليها، مع أننا جميعاً نعلم أنها فرضت عليه، ولم تكن له علاقة إلا بصفقة السعيدي!
* من مجموع أربع صفقات أجنبية أبرمها المريخ حتى اللحظة يمكننا أن نستبشر بواحدة، تتعلق بالكنغولي خوسيه ماكايا، لصغر سنه وجودة مستواه، وقد يصيب السعيدي نجاحاً مع الفريق إذا تهيأت له ظروف النجاح، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن نجاح الكاميروني بومال والكولمبي برايان إدينسون المتوقف عن اللعب بسبب الإصابة.. لفترة طويلة.
* أسوأ مافي الأمر أن عدم ضم أي مهاجم أجنبي تزامن مع التفريط في صانع الألعاب النيجيري توني أدجوماري، الذي قدم مستويات لافتة مع الزعيم، وتعود على أجواء السودان وأثبت جدارته حتى دخل قلوب أنصار المريخ من أوسع الأبواب.
* فرطوا فيه مع أن الغرايري طلب استمراره، لكن التونسي المغلوب على أمره صمت عن عدم تلبية طلباته، ولم يضغط على الإدارة لتحقيق مراده، فرحل توني مع أنه وافق على تخفيض قيمة عقده مع النادي من 900 ألف دولار إلى مائة ألف، كما وافق على تخفيض مرتبه الشهري من 20 ألفاً إلى خمسة آلاف دولار فقط!
* تبقت ثلاثة أيام لنهاية الفترة المحددة للانتقالات والمحصلة مريخ منزوع الأنياب ومن دون مهاجمين أجانب )لرابع فترة تسجيلات على التوالي(.. ومن دون صانع ألعابه المتميز توني، وبصفقات منخفضة القيمة ومحاطة بالشكوك.. قبلها مدرب مطيع ومسلوب الإرادة أمام مجلس يديره رئيسه بسياسة العناد المهلك.. والسقف المنخفض!!
آخر الحقائق
* أهدر المجلس وقتاً طويلاً في الحديث عن ضم سيف تيري، ولم يفلح في استعادته.
* من الأفضل للغرايري وحازم أن يصححا خطأ التخلي عن الأنغولي كيمبالي، لأنه أفضل مستوىً وأصغر سناً من العجوز النيجيري إيدو موسس.
* يجيد كيمبالي اللعب كرأس حربة ويلعب على الجناحين ويحسن تسجيل الأهداف بالقدمين والرأس، مستفيداً من بنيته القوية وطوله الفارع.
* كما إن رغبته القوية في اللعب للمريخ تدعم التعاقد معه سيما وأنه واعد وصغير في السن )22 عاماً(.
* قاد كيمبالي فريقه للفوز بلقب الدوري اليوغندي وحقق معه لقب بطولة سيكافا كما سجل هدفاً للإكسبريس في مرمى المريخ خلال البطولة الإفريقية السابقة.
* إذا لم يفلح المجلس في ضم مهاجم أجنبي متميز خلال اليومين المقبلين فلا مناص من محاولة تأهيل بكري المدينة بإرساله إلى الدكتور جار النبي أو الدكتور محمد النعيم لضمان تعافيه من الإصابة.
* بالعدم يمكن للنادي التعاقد مع مهاجم هلال الساحل مايكل أبوغي، هداف الدوري الممتاز، إذا وافق ناديه على إطلاق سراحه للمريخ.
* بخلاف ذلك سيضطر الغرايري للاعتماد على الجزولي نوح وإسكندر ومرفعين في خط الهجوم.
* تلك مغامرة كبيرة قد يدفع المريخ ثمنها غالياً بخروج مبكر من دوري الأبطال.
* لم يتوقع أحد أن يعتمد ملياردير أتى لرئاسة النادي محمولاً على صهوة جواد المال على سياسة )مد الكراع قدر اللحاف(.
* يخطئ ويكرر أخطاءه ويظن أنه يحسن صنعا!
* آخر خبر: قاتل الله )السقف المنخفض(!




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619