الأربعاء 24 يونيو 2020 - 15:05
“محجوب عروة / قولوا حسنا ”


صدر هذا البيان بعد خطاب المخلوع في يوم 22 فبراير 2019م الذي أحبط المواطنين وزاد من اشتعال الثورة ، وإليكم نص البيان .
بيان موقف رقم )3(
27 فبراير 2019
في وقت انتظمت في البلاد كافة حالة وطنية غير مسبوقة تناصرت فيه قوى الشعب السوداني المختلفة تدعو لتغيير شامل للنظام السياسي الراهن تجاوباً مع حراك الجيل الجديد، الذي لا يزال يتواصل بكل الهمّة في شهره الثالث بعنفوان متزايد مقدماً تضحيات كبيرة.
وفي ظل الحراك الذي أطلق روحاً جديدة في الأمة المتطلعة إلى الخروج من ضيق المأزق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي أقعد البلاد على مدار عقود، إلى ارتياد آفاق أرحب من الحرية والسلام والعدالة لتبني وطناً عزيزاً توفرت له كل معطيات النهوض الموضوعية.
جاء خطاب رئيس الجمهورية الجمعة الماضية بين يدي أحداث جسام أزهقت فيها، بفعل العنف المفرط من السلطات، أرواح العشرات من الأنفس العزيزة، وجُرح واعتقل الآلاف من الشباب الذين كان يدخرهم الوطن ليبنوا بعقولهم المستنيرة وسواعدهم الفتية غداً أفضل لبلد لم يهن عليهم أبداً، وما توانوا في بذل أغلي ما يملكون من أجل عزته وكرامة شعبه.
وكان الظن أن هذا الدرس البليغ في الوطنية، وعلو الهمّة الذي قدمه الجيل الصاعد سيجد آذاناً صاغية، وعقولاً واعية، وقلوباً سخية في أعلى هرم السلطة لتستجيب لنداء التغيير، الذي بات مطلباً شعبياً جامعاً بامتياز، في ساعة لم يعد فيها خيار للسودانيين غير أن يكسروا حاجز انسداد الأفق، ليخرجوا البلاد من هذا النفق المظلم، لتنطلق مسيرة التغيير بلا توقف حتى تحقيق مشروع نهضوي حقيقي عن جدارة واستحقاق.
جاء الخطاب أدنى بكثير من سقف التطلعات الشعبية العالية المطالبة بتغيير حقيقي يتجاوز التكتيكات قصيرة النظر، والمناورات التي تعيد إنتاج الأزمة على نحو أكثر تعقيداً بوصفات مجربة بليت من كثرة التكرار، وبان فشلها ولو كان لها نصيب من الفلاح لما وجد شعبنا نفسه مرة بعد مرة يكابد أمام هذا المأزق المصيري.
لم يأت الخطاب بجديد وهو يدعوإلى “مسار وإطار حوار جامع لحل يشارك فيه الجميع”، وهو يستعيد النسق ذاته الذي أنفقت فيه البلاد أكثر من خمس سنوات، وإنتهى إلى إنتاج الحالة المأزقية الراهنة لتكشف أن نهج توظيف الحوار لأغراض استدامة احتكار السلطة عبر المحاصصة والمكاسب الحزبية الضيقة على حساب المصالح الوطنية العليا لا يمكن أن يقود إلى أي تغيير جدي.