الجمعة 19 أغسطس 2022 - 12:18

* لن تمر فضيحة قضية اللاعب عماد الصيني مرور الكرام، فالثابت أن لكل زلزال قوي توابع وهزات ارتدادية، نتوقع لها أن تحدث المزيد من الشروخ العميقة في جسد الاتحاد الجديد، ولا نستبعد أن تؤدي إلى انهياره، بعد أن شهدت القضية انتهاكاً كارثياً لكل القيم الرياضية، المتمثلة في العدالة والاستقامة والمساواة واحترام القانون وصيانة قواعد اللعب النظيف.
* الحقيقة أننا شهدنا في القضية أقبح أنواع )اللعب القذر(؛ وكيف يمكن للمصالح الشخصية أن تزدري القانون وتطوعه لمصلحة إداري بدرجة )برلوم(؛ يتوهم أن المال يصنع المعجزات، ويطوع القانون، ويشتري الضمائر، ويمكن صاحبه من انتهاك القانون، ويساعده )أو يساعد ناديه على الأصح(، على الإفلات من العقاب!
* القضية أكبر بكثير من خسارة نادٍ للاعب، لأن المريخ فقد الصيني بكامل رغبته، وأقصاه عن حساباته بأمر مدربه غازي الغرايري الذي أبعد اللاعب عن التدريبات وأعلن عدم رغبته في خدماته، وطلب إنهاء عقده.
* لو صبر القاتل لمات المقتول، لأن النادي كان راغباً في شطب اللاعب خلال فترة الانتقالات الحالية.
* تتعلق القضية بواقعة بالغة القبح، تم فيها ذبح القانون على رؤوس الأشهاد، وتوظيف واحدة من أكبر وأهم لجان الاتحاد لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ذاتية، بموافقة ورعاية النائب الأول لرئيس الاتحاد، وبتواطؤ كامل من لجنة أوضاع اللاعبين، ممثلةً في رئيسها معتصم عبد السلام، الذي قدم فواصل من التهريج غير المتقن خلال حديثه المضحك عن القرار )الفضيحة(!
* حاول تبريره فأدان نفسه وورط لجنته ودمغها بانتهاك القانون.
* يعلم كل متابعي القضية أن أسامة عطا المنان، عمل بكل قوته لمنع معاقبة الهلال، بأمر صديقه الجديد محمد إبراهيم العليقي، نائب رئيس الهلال، والمصيبة أن معتصم لم يكتف بالنفي الكاذب لتدخل أسامة، بل أقسم على ذلك!
* المصيبة الأكبر تمثلت في إجابة معتصم عبد السلام عن سبب تغاضيهم عن تطبيق القانون على نادي الهلال، أسوةً بما قرره الفيفا في قضية مشابهة، حاول بها نادي فاركو المصري همبتة لاعب آخر من المريخ، حيث تهرب معتصم من الرد بالحديث عن أن تلك القضية ما زالت )في طور التقاضي(!
* يعلم معتصم إذن أن الفيفا لا يتسامح مع اللاعبين الذين ينتهكون عقودهم، ويردع أي نادٍ تسول له نفسه تحريض لاعب متعاقد على انتهاك عقده، ويعلم تفاصيل القرار الذي تهرب من تنفيذه على الهلال، ويدرك أن فاركو المصري ردد نفس المبررات الهزيلة التي رددها هلال العليقي، بادعاء عدم معرفته بتعاقد اللاعب مثار النزاع مع المريخ، وزاد فاركو على ذلك أن لجنة معتصم لم تعتمد عقد اللاعب مع المريخ، وأنه تلقى شهادة النقل الدولية من الاتحاد السوداني لكرة القدم!
* ردد فاركو نفس المبررات الواهية وأكثر، وكان موقفه أفضل من موقف الهلال بكثير، ومع ذلك تم ردعه بغرامة ضخمة، بلغت نصف مليون دولار، وعقوبة أخرى صادمة، تمثلت في حرمانه من الانتقالات لفترتين، مع إيقاف اللاعب أربعة أشهر!
* في غرفة فض النزاعات بالفيفا لا يوجد رئيس ضعيف يسمح لإداري آخر )متفلت( بالسيطرة على لجنته وقراراته، ولا يوجد كبير على القانون، ولا توجد لولوة قبيحة كالتي رددها معتصم عبد السلام لتبرير إعفائه للهلال من العقوبة، ولا يوجد جاز يحرك الماكينات ويمسح الشنبات، ويستخدم في وأد العدالة واغتيال القانون.
* لو احترم معتصم القانون الذي يحكم عمل لجنته لما سمح لها بالنظر في القضية لأنه يعلم يقيناً أنها غير مختصة فيها، كما ذكرت له محكمة كاس في قضية ثلاثي المريخ، وكما ذكرنا له في هذه المساحة عدة مرات!
* قصة )الهلال بريء لأنو ما عارف( لا تمر على طفلٍ غرير!
* الهلال )مُش ما عارف(.. الهلال خائف يا سيد معتصم!
* يعلم أنه انتهك القانون وخائف من العقوبة، وأسامة عطا المنان كان جاهزاً لإعفاء امبراطور الجاز الجديد من تهمة )البرلمة الرياضية(، ومستعد لتخليص ناديه من عقوبةٍ صارمة، كانت ستدخل )مرجان أحمد مرجان الجديد( في حرج شديد مع جماهير ناديه وإعلامه الأزرق.
* يعلم معتصم عبد السلام أن لجنته غير مختصة بالبت في القضية، وسمح لها بالفصل فيها، لأن أسامة عطا المنان تدخل بكل قوته لإلزام اللجنة بعقد اجتماعها عند منتصف الليل لاتخاذ قرار مطبوخ سلفاً، أريد له مساعدة الهلال على الإفلات من العقاب، ويدرك أن أسامة يرغب في مساعدة الهلال على ضم اللاعب في فترة الانتقالات المقبلة، وحينها ستستحق لجنة معتصم عبد السلام لقب )المُحلّل( بامتياز!
* سنوالي الطرق على هذه القضية حتى تتم محاسبة أبطالها، وتطبيق القانون على كل المتورطين فيها.
* لو كان للمريخ مجلس يحترم حقوق ناديه ويحرص عليها لشكا أسامة ورئيس وأعضاء لجنة أوضاع اللاعبين بالاتحاد للجنة الأخلاقيات، ولأصبحوا جميعاً مستحقين لعقوبة الحرمان من ممارسة أي عمل يتصل بكرة القدم لعدة سنوات، إن لم يتم حرمانهم إلى الأبد!
* للفضيحة توابع أخرى وعواقب وخيمة، لأنها أقبح وأفظع وأشنع من أن تمر بلا حساب أو عقاب!
آخر الحقائق
* حرص الفيفا على احترام مبدأ الاستقرار التفاوضي وألزم أي ناد يرغب في التعاقد مع لاعب متعاقد بإخطار ناديه )كتابةً( برغبته في التفاوض مع اللاعب!
* مجرد التفاوض يستدعي إخطار النادي الحالي، وفقاً لنص المادة 18 من لائحة الفيفا.
* المادة المذكورة ملزمة على المستوى الوطني، وتعلو على اللائحة الوطنية، وتصبح ساريةً وواجبة النفاذ حال حدوث أي تعارض بين اللائحتين.
* لن تستطيع لجنة معتصم عبد السلام أن تعاقب أي لاعب ينتهك عقده، وأي نادٍ يحرض لاعباً على إنهاء عقده بعد اليوم.
* أقرت سابقة بالغة الخطورة، ستتسبب في فوضى عارمة وتجاوزات قبيحة.
* ليس أمام أسامة عطا المنان ومعتصم عبد السلام إلا الاستقالة!
* لو كان هناك اتحاد يحترم نفسه ويصون قوانينه ويحرص على العدالة والاستقامة لأمر بتحويلهما مع كل أعضاء لجنة أوضاع اللاعبين إلى لجنة الأخلاقيات.
* نتوقع من مجلس المريخ أن يصعد هذه المخالفة الجسيمة إلى الفيفا وكاس بعد أن يستنفذ طرق التقاضي الداخلي.
* ونتوقع من مجلس إدارة الاتحاد أن ينظر في ملف تجاوزات أسامة عطا المنان وجاز العليقي قبل أن تتسبب في انهياره.
* فاحت رائحة الجاز بقوة لكنها لم تفلح في تغطية الروائح النتنة للفضيحة الجديدة.