الخميس 1 سبتمبر 2022 - 8:01

ليست هي الصدفة التي جعلت المحامي نبيل اديب رئيس لجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام، الذي أغلق أبوابه فجأة و(لملم ورقه) وذهب الى بيته بحجة ان الجهات الأمنية تقوم بمضايقته وتدخل الى مقر اللجنة دون إذنه وتطلب منه إخلاء المقر، كل هذا حدث بعد عامين او أكثر من الانتظار لنتائج التحقيق الزائفة، التي كان الشعب السوداني وأسر الشهداء ينتظرونها من السيد نبيل اديب بوقفة وطنية وبضمير حر ونزيه لكشف ملابسات القضية التي ارتكبت فيها السلطات العسكرية أكبر مجزرة راح ضحيتها العشرات في ليلة ٢٩ رمضان.
فليست هي الصدفة التي قادت نبيل وجعلته يضل طريقه ويتحول من رئيس لجنة فض الاعتصام التي يشير فيها الإتهام للجنة الأمنية برئاسة البرهان الى رئيس مبادرة لدعم البرهان ومنحه الشرعية تحت مسمى السودان يسع الجميع التي يحاول فيها اديب اعادة البرهان للمشهد السياسي بعد ان أعلن الاخير انسحابه.
الصدفة هنا ليست لها دور في صياغة هذا المخطط الذي جاء منذ البداية بنبيل أديب رئيساً للجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام ، وهي أيضاً ليس لها يد في ان يقدم نبيل اديب اعذاراً واهية مستمرة، تحول بينه وبين اعلان النتائج، وكذلك هي بريئة من انسحابه وعودته (ببدلة جديدة) لدعم قادة الانقلاب وتعبيد الطرق الثورية حتى تكون صالحة لعبور الدبابة.
فنبيل أديب بصفته قيادي في قوى الحرية والتغيير لم يمارس نشاطاً سياسياً ملحوظاً يجعله يتصدر قيادة المشهد السياسي حتى يساهم في حل القضية السياسية الآنية فآخر الاخبار السياسية المتعلقه بأديب هي ان قوى الحرية والتغيير قالت إنّ نبيل أديب ليس رئيساً للجنة القانونية للحرية والتغيير، والصحيح أنّ رئيس اللجنة القانونية المُعتمد من قِبل المجلس المركزي هو الاستاذ وجدي صالح وأوضحت في بيان لها، أنّ تصريحاته أحدثت قدراً من الارتباك والتشويش على مواقف قوى الحرية والتغيير.
وظل أديب يمارس اسلوب المراوغة فعندما خرجت الصحف وتحدثت عن ان البرهان سيمثل أمام لجنة تحقيق فض الاعتصام ، ذهب نبيل يحمل حقيبته الى الفريق البرهان في مكتبه وخرج منه قائلاً إن البرهان أبدى تجاوبا وتعاوناً في القضية ، وقتها قلنا ان الحقيقة هي ان لجنة اديب هي التي مثلت أمام البرهان وان نبيل هو الذي كانت متجاوباً ومتعاوناً معه عندها غضب نبيل اديب من هذا الحديث.
ولأن حبل الكذب قصير فالاخبار ذاتها تحدثنا أمس عن ان الاستاذ المحامي نبيل اديب يقف وقفة صلبة وقوية لدعم الميثاق السياسي هو منظم الاجتماعات الذي حاول ضم المؤتمر الشعبي، إلى الاتفاق، غير أن الأخير رفض الانضمام إلى الاجتماعات بحجة وقوف العسكريين خلفها، وهذا يعني أن أديب يعمل لصالح العسكريين، وان المؤتمر الشعبي قدم موقفاً أفضل منه !!
وأجتهد كثيراً السيد المحامي في إخفاء ملامح ميوله العسكرية، بالرغم من ان القناع سقط عنه منذ زمن طويل فربما لا يدري نبيل أديب ذلك ولكن الشعب السوداني الذي لُقبت ثورته بثورة الوعي والادراك، يكشف الحقائق قبل ان انتهاء أصحاب الأدوار من تقديم عروضهم، وليسأل أديب نفسه متى فقد ثقة الشعب وثقة اسر الشهداء، كان ذلك منذ زمن طويل، لهذا يجب أن يتعامل الجميع بشجاعة أكبر في مايتعلق بالمواقف السياسية فليس هناك منطقة وسطى مابين الجنة والنار .
طيف أخير:
يبلغ عدد الشهداء بالأمس ١١٧ شهيداً قتلهم النظام الانقلابي الذي يبحث له البعض عن مساحة أكبر للحكم والظلم والبطش..!!
الجريدة