الإثنين 26 سبتمبر 2022 - 18:44


(1)

في صحيفة الانتباهة امس هذا الخبر : (عدد حاكم إقيلم دارفور مني اركو مناوي افضال دولة قطر على السودان بصفة عامة ودارفور بصفة خاصة وقيامها بعشرات المشروعات التنموية في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها. ولفت مناوي في تصريحات له في ختام زيارته لدولة قطر الى ان الشعب السوداني انطلق بشكل عفوي لإنفاذ مبادرة (كلنا قطر) وهي نفرة شعبية سودانية لإسناد قطر وهي تتهيأ لاستضافة كأس العالم. واشار الى انها ستنطلق من العاصمة الخرطوم وبقية الولايات وقال تكفلنا بالاسهام مع دولة قطر بتوفير (3) آلاف رأس من الخراف دعماً من دارفور لضيوف كأس العالم. ودعا القطاع الخاص السوداني الى تسويق المنتجات السودانية في الدوحة، كاشفاً عن اتفاق في هذا الخصوص مع السلطات القطرية).
نحن ليس لدينا اعتراض من حيث المبدأ على ان نرى السودان في هذا الموقف الذي تكون فيه يدنا هى العليا.. فهذا موقف نحب ان نرى السودان فيه، واليد العليا خير من اليد الدنيا.. والسودان يفترض ان يكون فى هذا المقام الرفيع الذي يعطي فيه وهو من حيث الامكانيات ينظر له على انه (سلة غذاء العالم).. لكن مع ذلك لا اعتقد ان نصل لدرجة التبرع بـ (3) آلاف خروف لدولة قطر الشقيقة من اجل ان تكرم ضيوفها في بطولة كأس العالم التى سوف تكون في قطر في الفترة ما بين 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر القادم.
نحن من بلد اضحى (ربع كيلو اللحمة الضأن) فيها امراً لا يتحقق إلّا اول كل شهر مثل هلال الشهر، ولا يتحقق ذلك عياناً في معظم انحاء السودان إلّا في عيد الاضحى المبارك مع هلال العيد ، رغم الثروة الحيوانية الكبيرة الموجودة في السودان. حيث اصبحت عيون الناس في بلدي (بصلية) بعد ان كانت (عسلية) واصبحت الوانهم (عدسية) بعد ان كانت الوانهم (سمراء) من شدة البؤس ويغلب على ملامحهم (البوش) و(السخينة) والكسرة بالموية.

(2)

ابوالطيب المتنبي يقول : (لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ؛. الجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ) بلسانه العربي الفصيح وبلغته المشكلة من فيِه. تبرع مناوي بـ(3) آلاف خروف لقطر لا يفقرنا والسلام لأننا نحن اصلاً فقراء فنحن في مرحلة ادنى من ان نجود فنفقر.. لو كان الامر سوف يفقرنا بعد غنى لقبلنا به .. تخيلوا ماذا سوف يبقى علينا وعلى اهالي دارفور من جراء (استفزازهم) بهذا التبرع (الخُرافي)؟ وهم في حالة من الفقر المدقع والعوز والحاجة.. اذ لا يظهر اهالي دارفور عند قياداتهم إلّا عند التبرع باسمهم بهذا العدد الكبير من الخراف والتكسّب قبل ذلك من معاناتهم في الخارج وفي الداخل ايضاً لنيل المزيد من (كراسي) السلطة والحصول على مخصصات (السلام)… فهم لم يكتفوا بالمتاجرة بقضاياهم ومعانتهم وفقرهم وانما اضحوا يتاجرون بزادهم وحقوقهم واموالهم ويقدمون باسمهم (3) آلاف خروف لدولة قطر الغنية والكثير من ابناء دارفور في الملاجئ في حاجة الى ربع كيلو لحمة ووقية شاي… يفعلون ذلك من اجل ان يتابع ضيوف قطر مباريات كأس العالم وهم يتنالون ما يشتهون من لحوم الضأن السودانية المميزة.
الغريب في الامر ان مناوي ظل يشكو من سوء الاوضاع في الداخل ثم ظهر وهو يعلن عن التبرع بـ (3) آلاف خروف باسم دارفور لدولة قطر .. لو كانت هذه الخرفان سوف تذبح كهدي في الحج لكان الامر مقبولاً ولما احدث التبرع استفزازاً لاحد خاصة ان دارفور كانت تخرج منها كسوة الكعبة الشريفة.. لكن ان يكون التبرع من اجل اكرام ضيوف كأس العالم وقطر غنية عن ذلك فهذا ما لا يقبله عقل.
المواطن السوداني في دارفور سوف يكون في حاجة الى ان يدفع اكثر من (100) دولار او ما يعادل (60) مليون جنيه سوداني من اجل مشاهدة مباريات كأس العالم التى سوف يتبرع لضيوفها بـ (3) آلاف خروف.

(3)

على ما يبدو ان مناوي اراد ان يشارك السودان في نهائيات كأس العالم بمنتخب (الأقاشي) السوداني .. فهذا اقصى ما يمكن ان يقدموه في ظل الحكم (العسكري).
يمكن لـ(الأقاشي) السوداني بالشطة الحارة والليمون والبصل ان ينافس البيتزا (الايطالية) والهامبرغر (الامريكي) والكبسة (السعودية) والمندي (الخليجي) ان لم تتسبب الشطة والليمون في طرد كل عناصر منتخبنا السوداني الذي نشارك به في نهائيات كأس العالم.
اما (الكمونية) فلا اعتقد انها تستطيع ان تصمد طويلاً في مطبخ (كأس العالم) لأن خسائرنا سوف تكون بالعشرة والستة مثل مشاركات انديتنا السودانية في البطولات العربية في السنوات السابقة عندما كانت تخسر من دول شمال افريقيا بالخمسة والستة ونعود من هناك لنشكو من (التحكيم) و (الارهاق) و (السفر). وقد سبق ان خسر المريخ من الوحدات الاردني بالسبعة وخسر الهلال من الترجي التونسي بالستة.

(4)

بغم
الحمدلله ان مبارك اردول لم يزر قطر في هذه الايام وإلّا اعلن عن التبرع بـ (3) آلاف طن من الذهب السوداني الخالص من اجل المساهمة في تجهيزات دولة قطر لنهائيات كأس العالم.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).