الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 15:07
جدد الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانقلابي إلتزام القوات المسلحة بترك المجال للسياسيين والقوى المدنية لتشكيل حكومة مدنية كاملة ، وقال إنهم لايملكون الرغبة في الحكم ، واردف نعمل في شأننا ، (شأن الأمن والدفاع ) ومصممين على الأمر ونمضي فيه ، وقال البرهان في حديثه بمنطقة كدباس بمحلية بربر أنهم مع المجموعة التي تحقق وتلبي للشعب السوداني طموحاته ، وتدعو للتوافق والوحدة ، مؤكدا أن القوات المسلحة لم تنحاز لفئة وليس لديها حزب و(الناس البقولوا القوات المسلحة داعمة المؤتمر الوطني نقول لهم أنتو كذابين) و زاد نحن ندعم الشعب السوداني وكل ما نسمعه مزايدات وخداع وإيهام للرأي العام وان الجيش وطني ، ما عندنا ولاء لأي جهة ، ولاءنا لله والوطن وأكد ابتعادهم عن العمل السياسي ، وأضاف( دا طرفنا من العمل السياسي نعاين وننتظر ماذا سيفعل هؤلاء الناس ) .

وكيف ينظر البرهان لعلاقته مع المؤتمر الوطني ، وماهو معنى الدعم في فقه المؤسسة العسكرية ، فالذي يقدمه البرهان للمؤتمر الوطني دعم متعدد الوجوه فالدعم في تعريفه الصريح هو ( ان تسنَد شيئًا لئلّاَ يميل أو يسقط)  

والثورة استطاعت ان تسقط المؤتمر الوطني وصدر قرار بحله وتمت مصادرة اموال وأملاك قيادته ، وهاجرت كوادره الي خارج السودان بعد ان شتت الثورة شملهم ، وضعفت حجتهم وقوتهم ، لكن من الذي قدم لهم الدعم والسند لكي لا يميل ويسقط ، الدعم المعنوي والمادي والاقتصادي والاجتماعي من الذي اعاد فيهم الروح ، من الذي اخرج الفاسدين من سجونهم بحكم البراءة ، ومن الذي اعادهم الى مؤسسات الدولة والخدمة المدنية من الذي حل لجنة التفكيك لصالحهم حتى تعود لهم املاك الشعب من جديد ، ومن الذي اعلن الانقلاب على حكومة الثورة حتى يرضي الفلول ويشفي غليلهم ، 

انه الفريق عبد الفريق عبد الفتاح البرهان صدر ذلك كله بأمرة وتحت توقيعه وهو في كامل قواه العقلية والجسدية الا يُعد ذلك دعما كاملا لانقص فيه ؟!! 

والبرهان يحذر المواطنين (مايسوقوكم بالخلاء) من الذي يسوقهم بالخلاء ، ويقصد ان لايحترم هذا الشعب ، و(يلعب بعقله) ، الشعب الذي يعيش في هذه البلاد وهو يعلم كل شاردة وواردة ، ومع يؤكد الجنرال انه اكثر الذين يجيدون ( سواقة الخلا ) كيف لقائد الجيش أن يتهم الآخرين بالكذب والنفاق وهو الذي لم يكن صادقاً في كلمته ، أليس هو الداعم والراعي الرسمي لعودة الفلول ، أما أننا من يكذب !!
 
هذا الحديث سيضحك أنصاره من الوطني واولهم القيادي علي كرتي ، قبل ان يُرفع له حاجب الدهشة من معارضيه 
لكن يبدو أن قائد الجيش اراد أن يقوم (بإعادة ضبط المصنع) لاجراء بعض التحديثات على جاهز الخطاب السياسي خاصته ، لأن المرحلة القادمة تحتاج الى ذلك فإبعاد الإسلاميين مرة اخرى هو واحد من شروط الحل السياسي للقوى السياسية الداخلية والمجتمع الدولي وحتى الدول العربية ، فالرجل يريد أن يبدأ ببعض المقدمات التي تمهد لخطوات قادمة ، فلابد ان يعمل على بث مشاعر الجفاء التي تبعد المسافات بينه وبينهم فعملية الهجر والقطيعة تحتاج اولا لتغير لغة الحوار حتى يكون ( الخُلع ) مقبولاً ومنطقيا ، لذلك من المتوقع ان تاتي تصريحات الجنرال في الايام القادمة صادمة لعناصر المخلوع هذا ان لم يتبعها أكثر من ذلك على ارض الواقع السياسي فالرجل لايتخلى عنهم قدر ما انه يتخلى عن كل يدٍ تجره الي الهاوية هو الذي حتاج الي من يأخذ بيده ساعة الغرق . 
طيف أخير: 
هذا الشعب يريد حريته ومدنيته ومعها قواته المسلحة 
الجريدة