أمس في 22:46
وفي (صحيح مسلم ، عن زهير عن سماك بن حرب قال: سألت جابر بن سمرة عن صلاة النبي الله، فقال: «كان يخفف الصَّلاة، ولا يصلي صلاة هؤلاء». قال: وأنبأني أنَّ رسول الله ﷺ كان يقرأ في

الفجر بـ ق وَالْقُرْءانِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق/ ١] ونحوها.

فأخبر أنَّ هذا كان تخفيفه. وهذا مما يبيِّن أنَّ قوله: «وكانت صلاته بعد تخفيفًا أي بعد الفجر؛ فإنَّه جمع بين وصف صلاة رسول الله بالتخفيف، وبين قراءته فيها بـ ق ، ونحوها.

وقد ثبت في «الصَّحِيح » ، عن أم سلمة : أنها سمعت النَّبيَّ ﷺ يقرأ في الفجر بالطور، في حجة الوداع، وهي تطوف من [ وراء] النَّاس، تسمع قراءته. وما عاش بعد حجة الوداع إِلَّا قليلا. والطُّور قريب من ق .

و في «الصَّحِيح» (، عن ابن عباس أنه قال : إنَّ أمّ الفضل سمِعَتْهُ وهو يقرأ وَالْمُرْسَلَتِ عُرفا ﴾ [المرسلات/ ١]، فقالت: «يـا بنـي لقـد ذكَرْتَنِي بقراءَتِك هذه السُّورة، فإنها لآخر ما سمعتُ من النَّبيِّ ﷺ يقرأ بها في المغرب».

فقد أَخْبَرَت أمُّ الفضل أنَّ ذلك آخر ما سمعته يقرأ بها في المغرب، وأمُّ الفضل لم تكن من المهاجرات ، بل هي من المستضعفين، كما قال ابن عباس : كنتُ أنا وأمي من المستضعفين الذين عذر الله» . فهذا السَّماع كان متأخرا بعد فتح مكة قطعًا.