الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 22:58


محمد سعيد قاسم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالا يعلمه إلا الله .
ومنها أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله ﷺ ، فإنه لعن على معاصٍ غيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة :
- فلعن الواشمة والمستوشمة ، والواصلة والمستوصلة ، والنامصة والمتنمصة ، والواشرة والمستوشرة .
عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ) لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ : إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَقَالَ : وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ( رواه البخاري )4886( ومسلم )2125( .
- ولعن آكل الربا ومؤكلة وكاتبة وشاهديه
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ) لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ ، وَشَاهِدَيْهِ ( ، وَقَالَ: )هُمْ سَوَاءٌ( . رواه مسلم )1598(
- ولعن المحلل والمحلل لہ
روي عن النبي ﷺ أنه قال : } لعن الله المحلل ، والمحلل له . { رواه أبو داود ، وابن ماجه ، والترمذي
- ولعن السارق
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ، وَيَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ " .
- ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها."
صححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 5091
- ولعن من غير منار الأرض ، وهي أعلامها وحدودها
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: كنت عند علي بن أبي طالب، فأتاه رجل، فقال: ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسر إليك؟ قال: فغضب، وقال: ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسر إلي شيئًا يكتمه الناس، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع. قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: »لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غير منار الأرض«.
اخرجه مسلم
- ولعن من لعن والديه
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنه أنه قال: قال رسول ﷺ : ))لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غيّر منار الأرض((. رواه مسلم
- ولعن من اتخذ شيئا فيه روح غرضا يرميه بسهم
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَمَرَّ بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَائِرًا لَهُمْ وَهُمْ يَرْمُونَهُ وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِهِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَوُا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَنْ فَعَلَ هَذَا ؟ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " .
- ولعن المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : "لعن الله المخنثين من الرجال" رواه الترمذي
- ولعن من ذبح لغير الله
قال رسول الله ﷺ : ) لعن الله من ذبح لغير الله (
رواه مسلم والنسائي وأحمد
- ولعن من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَار بن عدي بن نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ , بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ عَلِيٍّ , خِفْتُ إِنْ مَاتَ أَلا أَجِدُهُ عِنْدَ غَيْرِهِ , فَرَحَلْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْعِرَاقَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي ، وَأَخَذَ عَلَيَّ عَهْدًا أَلا أُخْبِرَ بِهِ أَحَدًا ، وَلَوَدِدْتُ لَوْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَأُحَدِّثُكُمُوهُ ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَاءَ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ مُتَوَشِّحًا قَرْنًا , فَجَاءَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ حَتَّى أَخَذَ بِإِحْدَى عِضَادَتَيِ الْمِنْبَرِ ، ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَكْذِبُونَ عَلَيْنَا , يَزْعُمُونَ أَنَّ عِنْدَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِنَا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَامًّا ، وَلَمْ يَكُنْ خَاصًّا ، وَمَا عِنْدِي عَنْهُ مَا لَيْسَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ إِلا شَيْءٌ فِي قَرْنِي هَذَا ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ صَحِيفَةً ، فَإِذَا فِيهَا : " مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا , أَوْ آوَى مُحْدِثًا , فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " , فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ : دَعْهَا يَا رَجُلُ ، فَإِنَّهَا عَلَيْكَ لا لَكَ ، فَقَالَ : قَبَّحَكَ اللَّهُ , مَا يُدْرِيكَ مَا عَلَيَّ مِمَّا لِي ؟ ! أَصْبَحْتُ هُزْءًا لِرَاعِي الضَّأْنِ يَهْزَأُ بِي مَاذَا يَرِيبُكَ مِنِّي رَاعِيَ الضَّأْنِ ؟ .
- ولعن المصورين
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ) لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ وَلَعَنَ .الْمُصَوِّرِينَ (
رواه البخاري
- ولعن من عمل عمل قوم لوط
عن الرسول ﷺ قال : ) لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط (
رواه النسائي .
- ولعن من سب أباه وأمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم } لعن الله من سب والديه{
- ولعن من كمه أعمى عن الطريق
عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » لعنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أعمى عنِ السبيل «
- ولعن من أتى بهيمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه". قال : قلت له :"ما شأن البهيمة"؟ قال :"ما أراه قال ذلك إلا أنه كره أن يؤكل لحمها وقد عمل بها ذلك العمل".
- ولعن من وسم دابة في وجهها
عن جابر رضي الله عنه قال : )نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ.( .
رواه مسلم )2116( .
- ولعن من ضار مسلماً أو مكر به
عن أبي صرمة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: »مَنْ ضَارَّ ضَارَّ اللَّهُ بِهِ. وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ«
رواه الترمذي وابن ماجه.
- ولعن زوارات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج".
مسند الإمام أحمد )1/229(،
- ولعن من أفسد امرأة على زوجها ، أو مملوكاً على سيده
عن النبي ﷺ قال: ))لعن الله من خبب امرأة على زوجها، لعن الله من خبب زوجاً على زوجته((
- ولعن من أتى امرأة في دبرها
عن النبي ﷺ : " ملعون من أتى امرأة في دبرها "
رواه الإمام أحمد 2/479 وهو في صحيح الجامع 5865
- وأخبر أن من باتت هاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح (
- ولعن من انتسب لغير أبيه
عن عليٍّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ...وَمَنِ ادّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجّمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً.
- وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه
عن أبي هريرة يقول قال أبو القاسم ﷺ من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه (
- ولعن من سب الصحابة
عن النبي ﷺ قال -: ) من سب أصحابي فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين (
رواه الطبراني من حديث ابن عباس
- وقد لعن الله من أفسد في الأرض وقطع رحمه ، وآذاه وآذى رسوله ﷺ
- ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى
قال ﷻ )إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ(
- ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة
عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه قال : قالت عائشة : رميت بما رميت به وأنا غافلة ، فبلغني بعد ذلك . قالت : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عندي إذ أوحي ، إليه . قالت : وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات ، وإنه أوحي إليه وهو جالس عندي ، ثم استوى جالسا يمسح على وجهه ، وقال : " يا عائشة أبشري " . قالت : قلت : بحمد الله لا بحمدك . فقرأ : ) إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ( ، حتى قرأ : ) أولئك مبرءون مما يقولون ( ] النور : 26 [ .
- ولعن من جعل سبيل الكافرين أهدى من سبيل المسلمين
- ولعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبس المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن المرأة تلبس لبسة الرجل والرجل يلبس لبسة المرأة " .
- ولعن الراشي والمرتشي والرائش ، وهو الواسطة في الرشوة
عن النبي ﷺ :" لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ "
فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضا فاعله بأن يكون ممن يلعنه الله ورسوله ﷺ وملائكته لكان ذلك ما يدعو إلى تركه .
غفر الله لي ولوالدي وللمسلمين .
- ورد هذا في كتاب الداء والدواء لابن قيم الجوزية ، وجمعت الأدلة من الكتاب والسنة .