الأربعاء 4 أغسطس 2021 - 22:17
11 مليون دولار ضاعت بالاهمال


من الاخر - اسماء جمعة


في ظل النظام المخلوع خسر السودان ملايينالدولارات بسبب ظاهرة تلف السلع والمنتجات والمواد وهي في حالها الذي استوردت به وفي مخازنها أو حاوياتها التي استوردت بها، وقد أصبح امرا مألوفا ويتكرر باستمرار حتى ان النظام لا يلقى له بالا ويقوم بالتخلص منها عادياً، التلف يحدث بسبب سوء التخزين أو طول مدته نتيجة الاهمال وسوء الإدارة والفساد وأحيانا يكون الأمر مقصودا، ويفترض أن الحكومة الانتقالية استطاعت أن تحسم كل الظروف التي تتسبب في هذ الامر، ولكن فشلها في اختيار كفاءات تنفيذية مفكرة ومدبرة جعل كل شيء يبقى على حاله القديم والظاهرة مستمرة.
نقلت صحيفة اليوم التالي الصادرة يوم الاثنين، الماضي تلف أدوية بقيمة 11 مليون دولارتبرّعت بها منظمة أمريكية مجانًا وبقيت الحاويات مكانها في بورتسودان منذ أن وصلت وحتى الآن، لا أدري متى وصلت وكم بقيت في مكانها، ولكن بلا شك الأمر ليس أياما ولا شهورا، واشك أنه أخذ سنوات ربما قبل سقوط النظام المخلوع، المهم الآن هو أن صلاحية معظم أصناف تلك الأدوية انتهت واظنها كلها حتى تلك التي لم ينته تاريخ صلاحيتها، إذ أن الأدوية لها ظروف تخزين خاصة إذا لم تتوفر قد تصبح غير فعالة أو تتحول إلى سم قاتل.
الصحيفة قالت إنّها استطلعت صيادلة عقب اطلاعهم على قائمة الأدوية التي وجدت في الحاويات، حيث أكّدوا أنّها مهمة جدًا وأغلبها غير متوفر وغالية الثمن. وكشف الأمين العام للمنظمة الأمريكية أنّهم تواصلوا مع مديرة المنهج والهبات بوزارة الصحة الاتحادية وأوضحت لهم أنّها تحتاج لفترةٍ زمنية لكي تستطيع تجميع المعلومات الخاصة بحاويات الدواء، وهذا يعني أن وزارة الصحة ليس لها علم، وهذا يؤكد أن الإدارات الجديدة تعاني من نفس أمراض ادارات النظام المخلوع.
السؤال الذي يفرض نفسه هل إدارة ميناء بورتسودان ليس لها قانون يحدد زمن بقاء الحاويات في الميناء؟، أليس لديها طريقة تعامل خاصة مع السلع المهمة والسريعة التلف، إذا يفترض أن هناك تنسيقا وفي حالة حدوث أي مشكلة تكون قادرة على التواصل مع الجهة المعنية، وخاصة حين يتعلق الأمر بمنتجات مهمة وخطيرة مثل الأدوية، فإذا كانت الوزارة ليس لها علم لماذا لا يشعرها الميناء؟.
عموما نرجو من الحكومة الانتقالية أن تنتبه لظاهرة تلف السلع والبضائع والمواد والمنتجات وتضع لها حدا،كما عليها مراجعة المخازن فهناك الكثير منها مازال يرقد الآن في مناطق مختلفة، بالأمس فقط ذكرت صحيفة التيار ان هناك 40810 جوالات دقيق فاسد بمدينة عطبرة استوردها المتعافي، وغيرها الكثير الذي ما زال يشغل مساحات من المخازن بلا فائدة، اعتقد ان الموضوع يستحق وقفة من الحكومة فهذا افقار للدولة ولابد من وقفة.