الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 - 8:06
صباح محمد الحسن يكتب: الجنرال يغرق !!


تقدم الدسمبريون كما توقعنا ، وكنا على يقين ان مليونيات ١٩ ديسمبر ٢٠٢١ ، ستكتب شيئاً مختلفاً ، وتوقع توقيعاً جديداً لايشبه غيره ، فثورة ديسمبر في ذكراها كانت لوحة فنية يعجز التعبير عن وصفها ، وتتقاصر الكلمات والقامات امامها ، فعظمة الموصوف احيانا تصيب الوصف بالضمور ، وشموخ الثورة فاق حد الوصف والتصور ، الم نقل انه لن يكون احتفالاً بمرور ثلاثة اعوام ، وسيكون ميلاداً جديدا للثورة وقد كان فالمستتر بثورته لايعرى ، والغني بها لايفقر ، والقابض على جمرها لايُخذل ، فما الذي حدث ؟ ثورة ناصعة خالصة ، فإن لم يستدعي ذلك المشهد عندك الفخر ، بصفتك سودانياً تحب وطنك وشعبك الذي رسم هذه اللوحة فبربك تكون ؟ !
ماقام به الثوار، كان شيئا مخيفا ومرعباً لاعضاء اللجنة الأمنية بالمجلس السيادي ، الذين ذهلوا بلاشك من تلك الجموع الغفيرة ، التي خرجت تطالب برحيلهم وإبعادهم من مواقعهم ومناصبهم التي كانت ومازالت خصما وعقبة وحجرة عثرة على طريق التغيير فالمؤسسة العسكرية امس الاول ، مر عليها يوماً عصيبا عندما طوقت الجماهير الغفيرة القصر الجمهوري فالمصادر لهذه الزاوية اكدت ان ثمة اربعة اجتماعات تم عقدها جمعت ثلاثة اعضاء فقط من المجلس السيادي تواصلت لأكثر من ساعتين وانقطعت لإجراء عدد من الاتصالات الداخلية والخارجية ومن ثم إلتأمت من جديد ، وانفضت تشاورت في خيار الاستقالة لرئيس مجلس السيادة واحتفاظه بموقعه قائدا للجيش ، وانفضت الاجتماعات حسب المصدر على توصية اتفق عليها الجميع تكثيف عدد القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين والحيلولة قدر المستطاع دون اعتصامهم بالقصر الجمهوري ، وتفريقهم بالقوة واستبدال ادوات التفريق لتحقيق نتائج مرضية واكد المصدر ان اجتماع اخر حدد له مابعد الثانية عشر صباح امس للمجلس السيادي وأخر بعده لبعض اعضاء المجلس اي للأعضاء الثلاثة الذين دخلوا في اجتماعات متتالية (. هذا ما أكده المصدر للزاوية والذي يكشف جلياً أثر الثورة وماتفعله من فوضى على الطاولة العسكرية تبعثر اوراقها بعد ترتيبها ، وتمحو خططها ، وتجعلها تعيد حساباتها الف مرة ، فقتل الثوار والاعتداء عليهم بالأسلحة النارية بات يجلب لهم المصائب ويفتح لهم باب العقوبات والضغوط الاقتصادية ، فهم يخافون على مصالحهم اكثر من خوفهم من قتل النفس التي حرمها الله، بدليل انهم لم يصمدوا كثيرا امام تخليهم عن ممارسة العنف والقتل ، فردة فعل القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين عنوة وقوة ، والذي بلغ حدته في مساء الأمس واستخدام الرصاص والبمبان والقنابل الصوتية بكثافة عالية جداً في محيط القصر والذي خلف عدد من الإصابات منها إصابات بالرصاص والرصاص منها حالات حرجة يؤكد ارتفاع نسبة القلق والانزعاج داخل المؤسسة العسكرية والخوف من تكرارا سيناريو سقوط البشير ، كما ان البرهان قد يكون اكثر خوفاً من انحياز الشرفاء للشارع في الوقت الذي لايحظى فيه بالقبول عند الكثيرين من كبار قادة الجيش هذا الخوف يولد عنده فوق الخوف خوفا آخراً
لكن تبقى النتيجة ان تنحى البرهان من منصبه او تشبث به لايام او أكثر ، او خدعته احلامه بمستقبل في الحكم حسب ) تنبؤات والده( فالخلاصة الآن ان الجنرال يغرق ، وان أيامه في الحكم باتت معدودة بأمر الشارع الثوري ألم نقل بالأمس ان الثورة هي التي تمسك بالقلم تكتب ماتريد وقت ماتشاء ،
طيف أخير :
اعتصام القصر واعتصام القصر ما الفرق بينهما ؟!
الجريدة




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619