الأربعاء 9 فبراير 2022 - 20:17

)1(
 ظللت أتابع ردود الأفعال مع الأحداث الدموية التي شهدها السودان في ظل الحراك الثوري المستمر والاستعمال المفرط للقوة من قبل السلطات السودانية حتى أدى ذلك إلى ارتفاع عدد الضحايا بعد انقلاب 25 أكتوبر إلى )79( شهيداً ومازالت السلطات السودانية تهدد وتتوعد بالمزيد من الضحايا لقمع هذه الاحتجاجات ومنعها.
 وكأن أبناء هذا الشعب أتت بهم أمهاتهم من متجر على )غوغل(.
 ما يفعله المجتمع الدولي مع الشعب السوداني لا يختلف كثيراً مما كانوا يفعلونه مع الطفل ريان وهو في الجب – يترقبون خروجه من أجل ان يبعثوا تحاياهم وتقديراتهم إلى الطفل بعد ذلك.
 لقد وضعوا )حمدوك( في نفس الموقع الذي كان فيه الطفل )ريان( وانتظروا أن يحقق )المدنية( من موقعه هذا ليكونوا بعد ذلك شركاء في العبور.
 المجتمع الدولي رغم أنه يملك الكثير إلا أنه اكتفى بالمشاهدة على الشعب السوداني وهو يواجه بهذا البطش والقمع.
)2(
 مع كل الأحداث الدامية التي شهدها السوداني لم نجد من المجتمع الدولي غير إظهار )انزعاجهم( من الأوضاع في السودان – وعندما يتجلون في مواقفهم يعلنون عن )قلقهم( من استعمال السلطات السودانية للقوة المفرطة ضد المحتجين بصورة سلمية. ثم يمضون أبعد من ذلك عندما يدعون رعاياهم لتجنب أماكن الزحام أو عدم الخروج وتوخي الحيطة والحذر – هذا أقصى ما عندهم لنا.
 أو في حقيقة الأمر إذا )كتمت( و )جاطت( وأخرجت الأرض أثقالها وتطاير الشرر من العيون والدم بلغ )الرُكب( توجس المجتمع الدولي – الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وتحسسوا )رعاياهم(.
 ثم يصرفوا كل ما عندهم من )قلق( وربما أسرفوا في )تغريداتهم( تعاطفاً ودعماً للشعب السوداني.
 كمية )القلق( المستهلك في الخوف على الشعب السوداني و)الانزعاج( الذي يصدّروه للناس لن يحمي أبناء هذا الشعب من الرصاص والبمبان ولن يمنع السلطات السودانية من أن تستعمل القوة المفرطة ثم يصدر بعد ذلك بيان من الشرطة تقول فيه إنها تعاملت مع الاحتجاجات بالحد الأدنى من القوة. وتوشك الشرطة أن تقول إنها وزعت الورود والزهور ومناديل الورق المعطرة على الذين احتجوا بصورة سلمية، في الوقت الذي تمنع فيه السلطات المصابين من الدخول للمستشفيات وتلاحقهم داخل غرف الإنعاش والعناية المركزة أما الذين ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى فيمنعوا أهاليهم من تشييعهم..
 هذا كله مع بيان يقول إن السلطات لم تستعمل القوة المفرطة لفض مواكب الاحتجاجات.
)3(
 )أفاد السيناتور الديمقراطي “كريس كونز” أنه تحدث مع البرهان عن الأزمة السياسية في السودان والقمع المستمر للمتظاهرين من قبل القوة الأمنية، وقال كونز حسب عدة تغريدات للصحفية اللبنانية “رنا أبتر” إنه “ذكّر البرهان بالدعم القوي من الحزبين لمشروع العقوبات الفردية تجاه الذين يهددون الانتقال الديمقراطي وينتهكون حقوق الإنسان في حال لم يغير الجيش من مساره، وشدد كونز على أهمية إنهاء العنف القاتل ضد المتظاهرين ومحاسبة المنتهكين ودعم المشاورات الأممية تجاه تأسيس حكومة مدنية ديمقراطية وتسهيل خروج الجيش من السياسة في السودان(.
 الراجح أن السلطات السودانية لا تعنيها هذه التهديدات في شيء، فهم أبعد ما يكونوا عن الوطن – فقد ظل البشير ثلاثين عاماً يعرّض السودان وشعبه للعقوبات حتى ضاق بهم العيش ووصل بهم )الضنك( إلى آخر مدى له ، حينما كان البشير يسخر من هذه العقوبات ويقول في خطاباته الجماهيرية )أمريكا تحت جزمتي دي( وهو يشير لحذائه ثم يدخل بعد ذلك في فاصل غنائي يرقص فيه )الرئيس( ويعرض.
 وتخرج الصحف في اليوم التالي وهي تتحدث عن الرئيس )الأسد( الذي تحدى أمريكا والأمم المتحدة.
)4(
 بغم /
 هذه الثورة في حاجة لمحجوب شريف آخر ومحمد وردي جديد يغني لتروسها ويقف عند شبابها.
 نحن مازال إحساسنا بهذه الثورة لم يبلغ المعشار من مقدارها.




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619