الأربعاء 13 أكتوبر 2021 - 14:19
خط الاستواء - عبد الله الشيخ : )لِعِبْ صَاح(..!


هذه الشَيّخةْ، كانت عاملة لينا )أرضي( في الجامعة.. كانت تصرخ في وجوهنا تهليلاً وتكبيراً، تتهمنا بالزندقة، والفجور، وعظائم الامور.. و.. و.. و بعد أن أرسلت السماء حِممها مع بواكير عَهْدِهم، وجدتها تُغبِّر رجليها في سبيل التمكين.. يبدو أنها رغم قِصر أمدِها فى الكراسي الوثيرة، فقد تعلمت - فى المبتدأ - تطقيم الخِمار مع الثوب، فكانت خياراتها من الألوان الأصفر والبُني، مع مكياجٍ سحيقٍ يعبر عن دعاية تنظيمها الانتخابية.
من أجل تمكين التنظيم في المجتمع اختارت الشيخة وظيفتها كمُعلِّمة، هدفها السامي تجنيد اليوافع، وما كانت تدري أن تنظيمها الذي تحبه يعُج بقيادات تَعْرِفْ )اللِعِبْ الصّاح(.. ثم تدرجت الشيخة فوراً واصبحت مديرة، دخل عليها ذات يوم نفر من عضوية التنظيم في لبوس مجلس الآباء، اقترحوا عليها - فوراً - تشييد مسجد للمدرسة.
وطبيعي أن تُرحب الشَيّخةْ، إذ قالت لهم بعد التكبير: )جزاكم الله خير( ثم أضافت: ربنا يجعلو في ميزان حسناتكم.
وبسرعة فائقة بدأ )الجماعة( في البناء بالمُشمعات والزنك، وألصقوا على المنبر صوراً تدعو لاغلاق الموبايل، وبالغوا فى التهويل أن الموبايل سبب أساسي فى وقوع الصواعق.. إلى ذلك والشَيّخةْ تطلق عبارات الاستحسان على اخوانها في الله، وتقول لهم بعربية لاسنة: أكثر الله من أمثالكم في هذا البلد.. شجعهم الاطراء فتقدموا بطلب آخر للشَيّخةْ.. حدثوها عن المهالك التى تعتِّور المساجد المهجورة، والتمسوا أن تعطيهم مفتاح المدرسة كي يقيموا الصلوات الخمس فى مسجدهم خلال إجازة المدرسة.
ثمّنتْ الشَيّخةْ أحاسيسهم الدعوية قائلة : جزاكم الله خير، وانخرطت خلال الاجازة في مناشط التنظيم في إيران او أفغانستان أو في حتة زي كِده، لكنها حين عادت وجدت حال المدرسة قد تغيَّر.. وجدت اخوانها فى التنظيم قد ابتلعوا الفناء والميدان فلم تتبين معالم الفصول ولا المكاتب!
قالوا لها - بعد جزاك الله خير - أنهم أحدثوا نقلة استثمارية في البيئة المدرسية خلال الاجازة، ببناء شوية دكاكين وعقارات، من أجل تحسين الايرادات..
إدلهمت عيون الشَيّخةْ وفغرت فاهاً، لكنها لم تقل في تلك اللحظة شيئاً عن الجزاءات، بل استفسرت عن كيف تمكنوا من فعل ذلك، بينما كانت - هي نفسها - تحتفظ بشهادة بحث العقار داخل الخزنة!؟
أكدوا لها أنهم – بموجب فقه المقاصِد – كانوا موفقين في أعمال الخير، وأنهم شغالين بالساهيل، وأنهم ما دخلوا مكتباً من مكاتب أخوانهم في الله إلا وأمرهم مَقضي، و)شورَى بينهم(..
عند ذلك )عرفت حاجة( فخرجت باحثة عن العدل في دولتها الدينية.. شُوِهدت وهي تدخل وتخرج من مكاتبهم داعية لحماية الحق العام، فذكرتها عضوية التنظيم الفاعِلة، بأن حماية العقيدة أولى بالمعروف، قكيف بها تعترض على عِمارة مسجد مهجور، واستثمار بضع أوقاف لمصالح مُرسَلة!؟
استنزفت الشيخة حِبْرها في كتابة التقارير، لكن مكاتب دولة الإنقاذ كانت تثمِّن )الاصلاحات التي أُجريت على المدرسة في سبيل ترشيد العمل الدعوي(..
وهكذا، كان قدر الشَيّخةْ مع الإخوان:أن تبدأ حياتها الجهادية وهي )تكورك فينا(، ثم تختتمها في نهاية الأمر وهي )تكورك فيهم(!
الجريدة