الخميس 27 يناير 2022 - 19:06
محمد عبد الماجد يكتب: )كاشير( السلام


)1(
 قادة الحركات المسلحة الذين وقعوا على اتفاقية سلام جوبا وجاءوا بعد ذلك وشاركوا في الحكومة الانتقالية من الخرطوم، بعد أن خانوا )الوثيقة الدستورية( وانقلبوا عليها ظلوا يرددون في كل تصريحاتهم وأحاديثهم على وجوب احترام وتنفيذ اتفاقية )سلام جوبا( التي ألحقت بالوثيقة الدستورية.
 خانوا )الأصل( ويريدون الالتزام بـ)الفرع(.
 لم أخذل في شيء قدر خذلاني في الحركات المسلحة التي جاءت بها ثورة ديسمبر المجيدة فخانوها بعد الوصول للسلطة ليقدموا لنا نسخةً أسوأ من نسخة )المؤتمر الوطني( عندما كان هو الحزب الحاكم.
 الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا هي الجناح )العسكري( للمؤتمر الوطني.
 مثلما كان يرفع النظام البائد شعارات الدين ولا يعمل بها ثبت لنا الآن أن الحركات المسلحة كانت ترفع شعارات النضال والكفاح على طريقة )هي لله هي لله( التي كانت مجرد شعار. الحركات المسلحة هي أول من خان تلك الشعارات عند بلوغ السلطة.
 الحركات المسلحة أصبحت امتداداً للنظام البائد ولا عجب في ذلك فهي صناعة )كيزانية( قدمها لنا النظام البائد حتى تخلفه في السلطة وتحقق مآربه بعد سقوط البشير.
)2(
 تم التوقيع على اتفاقية سلام جوبا مع الحركات المسلحة من أجل أن تدعم ثورة ديسمبر المجيدة وتكون عضداً لها فدعمت الاتفاقية النظام البائد وشكّلت خصماً على الثورة. حيث عملوا بكل ما أعطوا من قوة من أجل إجهاضها باتفاقهم مع )العسكر( وتخطيطهم مع )الفلول(.
 كنا نظن أن توقيع اتفاقية سلام جوبا سوف ينعكس أثرها على مناطق النزاع في دارفور فوجدنا أن تلك المناطق التي جاءت منها تلك الحركات ازدادت نزاعاً واشتعالاً وصراعاً وحروباً.
 بل إن النزاعات والصراعات انتقلت إلى الشرق والشمال ولم تسلم حتى الخرطوم من ذلك.
 كأنهم جاءوا بدوافع وأجندة خبيثة من أجل أن ينشروا النزاع والفوضى في كل البلاد.
 لقد عملت ثورة ديسمبر المجيدة بكل جهد وإخلاص من أجل أن تجد دارفور وأهلها الإنصاف، فليس هناك منطقة في السودان دفعت خسائر في العهد البائد أكثر من دارفور.
 كان العشم أن تجد دارفور الإنصاف وأن يحدث النمو والتطور في مناطق النزاع بدلاً من أن يحدث النزاع في مناطق الاستقرار.
 دارفور الآن سوف تتضرر أكثر لأن كل مناطق السودان اشتعلت وكلهم أغلقوا الطرق ورفعوا من سقف المطالب.
 ما نأسف له أن قادة الحركات المسلحة اتجهوا نحو مصالحهم الخاصة وانشغلوا بالصراعات وتصفية الحسابات بعد أن تاجروا بقضايا الهامش وما زالوا يتاجرون فيها من أجل مصالحهم الخاصة.
 هم يظنوا أن إشعال النزاع والصراعات في الخرطوم وفي كل أنحاء السودان فيه عدل لهم، نسوا أن )كل أجزائه لنا وطن( وإن )كل البلد دارفور(.
)3(
 يبدو جبريل إبراهيم الوزير الوحيد المتبقي من حكومة حمدوك لأنه خانها مثل موظف )الكاشير( – يريد أن يخلص استحقاقات السلام بصورة عكسية .. يريد أن يخلصها )دماء وقتل(.
 أجزم أنهم سعداء بهذا الذي يحدث من فوضى وخراب في البلاد فقد جاءوا من أجل أجندة خاصة بهم.
 مثل هذه القيادات لا تحقق المكاسب والأرباح إلّا من خلال الحروب والصراعات والنزاعات والدم.
 هم تجار نزاعات – صنعتهم )الإنقاذ( بهذه الهيئة والتركيبة حتى أضحوا لا يحسنون غيرها.
 )جيب( ريل الآن يريد أن يرفع الدعم كلياً عن الوقود ومن الكهرباء حتى تحقق موازنته استحقاق السلام وتغطي العجز الذي تسبب فيه انقلاب 25 أكتوبر.
 استحقاقات السلام كان ينتظر أن تأتي من الإنتاج والزراعة والنمو وليس من الرسوم ورفع الدعم من المحروقات.
 البلاد لا يمكن أن تنمو من )جيب( المواطن حسب النظرية التي يعمل بها )جيب( ريل وزير المالية أو موظف )الكاشير(.
 التاجر الذي يأكل من رأس ماله يخسر كثيراً – وحكومة البرهان لم يبق لها شيء من )رأس المال(.
)4(
 بغم /
 وضح أن أبوالقاسم برطم هو العضو )المجمّد( في مجلس السيادة وليس سعر تعرفة الكهرباء الجديد.
 برطم الذي أختير في مجلس السيادة ليمثل الشمال كان أول من يطعن في أهله عندما قال إن مطالب أهل الشمال أضحت مطالب )سياسية(.
 لا تنتظروا شيئاً من كل صنيعة للكيزان – فقد كان برطم عضواً في برلمان النظام البائد لا يحسن شيء غير )التصفيق( و)موافقين( وهو نفس الشيء الذي يجيده برطم بعد أن أصبح عضواً في مجلس السيادة.
 الاختلاف الوحيد أن برطم كان في البرلمان عضواً )مستقلاً( أما في مجلس السيادة فهو عضو )مستغل(.
 السيد برطم أظنك )كوز( نسخة مستحدثة.




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619