الخميس 15 سبتمبر 2022 - 19:08

(1)

نحن السودانيون ظللنا نصنع الإنتصارات العظيمة على الدكتاتوريات المستبدة والأنظمة القهرية ومرغنا أنوفها حتى سجدت تحت ركائب خيلنا خاضعة ذليلة ، لكن للأسف في كل مرة تخبو جذوة النضال ليتبوأ الدار الرماد.. رماد تُذرُّ به العيون التي ما استبصرت واختارت القائد المحنك ، ويُكال به (حماد) لأنه دائما يضع حداً لمسيرة نضالاته عند إسقاط الأنظمة القهرية المستبدة فقط ويقف متفرجاً ويترك جمل ثوراته بما حمل ليقود خطامه الدهماء من الناس الذين ما عُرف لهم نضالاً ولا كسباً سياسياً.. أما يستحق بعد هذا أن يُذرّ رماد ثورته على عيونه ، وأن يُكال بالرماد رأس هذا الحماد الذي يتحمس لإسقاط الدكتاتوريات ويذهد ويتقاعس عن حراسة ثورته من اللصوص والإنتهازيين والفاشلين..

(2)

مرت سنوات الثورة على النفوس ثقيلة كما لو أنها سحب من الدخان والكآبة استمطرت خيبات الأمل وكدر النفوس، ولعل هذا ما أحال انتصارتنا العظيمة إلى شعور مستبطن بالهزيمة…. لكن من الذي أحال انتصار الثورة إلى هزيمة؟ وأقول بكل تجرد وصدق أن قوى الحرية والتغيير هي التي فعلت حينما أتت بعناصر فاشلة بلا خبرات ولاتجارب ولا مؤهلات ولاتمتلك حتى معشار صفات ومؤهلات رجال الدولة والسياسة والحكم ، فكانت وبالاً وهماً غماً وعبئاً تحمّله الشعب السوداني المكلوم، فكانوا في كل ممارساتهم وحركاتهم وسكناتهم كأنما هم يعاقبون الشعب السوداني على هبته الثورية وإسقاطه نظام المؤتمر الوطني الفاسد المستبد.

(3)

قلتها مرات عديدة وأرددها الآن ولن أمل تكرارها ما اسعد أنصار النظام المخلوع بوجود الفاشلين والأغبياء والغافلين على سدة الحكم يقومون بكل ما عجز عن فعله المتآمرون على الثورة قاموا نيابة عنهم بإخماد جذوة الثورة من تخبط وفشل وتضارب مع شعارات الثورة وأهدافها في الحرية والسلام والعدالة وبناء دولة القانون وإعلاء قيم العدل وصيانة حقوق الإنسان وإدارة الإختلاف بمايحقق الرضا الشعبي، ولكن عوضاً عن كل ذلك حروبات قبلية تحصد الأرواح، وغلاء طاحن يهدد الاستقرار، وضائقة معيشية تخنق الأسر ، وفشل ذريع في إدارة الدولة وشئون الحكم مع تنازع وصراع مرير حول المواقع، وغياب كامل لهيبة الدولة وسيادة القانون وهياكل السلطة، و تسارع في وتيرة االفشل الذريع..

(4)

الآن أنصار النظام المخلوع هم الأعلى صوتا بما يرونه من فشل في كل شيء وغياب لهيبة الدولة وسيادة القانون ، وبعد إنقلاب البرهان عادت (الإنقاذ) فهي الآن مستمرة ومتربعة من خلال وجود هؤلاء الفاشلين في مسرح الأحداث ودائرة الضوء .

الآن استبانت لنا حقيقة مؤلمة للغاية وهي ليس عجزهم عن إيقاف التدهور والإنهيارفقط ، بل قدرتهم الفائقة على توسيع نطاق التدهور والإنهياربفعل التخبط والإرتباك وعدم الدراية والخبرة، فكان عنوان الفشل الأبرز هو العجز عن توفير ضروريات الحياة من وقود وغاز طهي وخبز وخدمات الكهرباء والمياه والدواء رغم مضاعفة اسعارهذه الخدمات عشرات المرات، للدرجة التي حملت بعض النفوس المُثقلة إلى التلفت تلقاء ماقبل الثورة بحنين تهفو إليه قلوبهم ، فهل من خدمة يمكن أن يسديها أي نظام حكم لغرمائه وخصومه ومعارضيه أكبر من هذه…

(5)

أقول لشباب الثورة وكل القوى السياسية والمدنية التي ناضلت من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني، صحيح أننا لم نحصد حتى الآن سوى خيبة الأمل والإحباط ، وأن أغلبية العناصر التي امتطت صهوة جياد الثورة عناصر رخوة ماخبرت دروب النضال يوماً ، ولم تشهد ساحات الوغى ولم تتدرب ولم تُنازِل في ميادين (القتال) ضد نظام المؤتمر الوطني بل بعضها كان يتعامل معه من وراء المعارضة ، وأكثرها لاتمتلك الخبرة للازمة لذلك كان كل ما حدث ويحدث الآن هونتيجة طبيعية..إذن الحل هو إزالة الرماد الذي تبوأ دار الثورة ،وإشعال الثورة من جديد … ثورة ضد العناصر الرخوة والإنتهازية أولا..ثم الذين ظلموا ليعلموا أي منقلب ينقلبون… اللهم هذا قسمي فيما املك..

نبضة أخيرة :

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619