الأحد 25 سبتمبر 2022 - 6:02


:: يوم الأحد، فيما كان رئيس مجلس السيادي يشارك في تشييع مراسم ملكة بريطانيا، كان البعض بالخرطوم يلطم الخدود ويشق الجيوب ويتكلم عن (البدلة الزرقاء)، ليس مصدوماً على رحيل الملكة، ولكن جنوناً على تلك المشاركة.. ويوم السبت، فيما كان البرهان يخاطب العالم من أمريكا، كان البعض يكلم نفسه بالخرطوم عن فراغ القاعة و عدد الكراسي.. ومطلع أكتوبر، حين يكون البرهان بأمريكا أيضاً، فقد يتابع البعض الحدث من عيادة (علي بلدو)..!!

:: فالمؤسف أن انفتاح السودان نحو العالم لم يعد يعجب الذين لا يميّزون بين السودان والبرهان..وهؤلاء ليس في أمرهم عجب، إذ فيهم من تباهى بدوره في فرض الحصار على السودان عندما كان يُناضل ضد البشير، وأنه يفتخر بذلك، ولن يعتذر عنه.. فالمتباهي كان يعلم أن من دفع ثمن الحصار هم أطفال ونساء وشيوخ السودان، و ليس البشير.. ومن المحن، تم تحفيزه، بحيث توجوه مستشاراً، ثم وزيراً في حكومة النشطاء.. وإن لم يكن لتصحيح مسار الانتقال إنجازاً غير إعادة من يفتخرون بحصار بلادهم إلى مقاهي العطالة، فإن هذا يكفي..!!

:: المهم؛ خطاب البرهان.. فاللغة رغم دبلوماسيتها خاطبت قضايا المرحلة بوضوح و واقعية.. ومع ذلك، الأهم من الخطاب هو الصخب الإعلامي المصاحب للمشاركه، فالكثير من التقارير الإعلامية كانت تلمح بعدم المشاركة، وأن البعثة الدبلوماسية المقيمة هناك ستمثل السودان، و لذلك أصبح وجود البرهان في قاعة للأمم المتحدة في حد ذاته رسالة.. الرسائل ليست بالضرورة أن تكون مقروءة ومشاهدة ومسموعة، إذ هناك رسائل أقوى، ومنها اعتماد البرهان ممثلاً للسودان ..!!

:: فالشاهد أن هناك لجنة بالأمم المتحدة، اسمها لجنة التفويض، تتشكل عضويتها من أمريكا وروسيا والصين وآخريات، وهي التي تعتمد ممثلي الدول المشاركة في الجمعية العمومية وفق معايير الشرعية التي تتبعها الأمم المتحدة.. وهذه اللجنة هي التي تقبل أو ترفض ممثل الدولة المشاركة، حسب معايير الشرعية، وهي التي رفضت اعتماد ممثل حكومة ميانمار لأنه (انقلابي)، وكذلك ممثلي حكومة طالبان بأفغانستان، و..و.. لماذا لم ترفض أن يكون البرهان ممثلاً للسودان؟.. في الإجابة تكمن الرسالة التي لن يستوعبها نشطاء المرحلة..!!

:: ثم أهم ما في الخطاب، الإلتزام للعالم بخروج الجيش من الحوار السياسي، وعدم المشاركة في حكومة كفاءات تشارك في تشكيلها كل القوى السياسية ما عدا المؤتمر الوطني، و أهم مهامها تنظيم الانتخابات، ليختار الشعب حكومته المدنية.. وهذا ما كان يجب أن يحدث لو لا انتظاره لحلول فولكر.. ويبدو أن صبر البرهان قد (نفد)، بدليل نقده للآلية الثلاثية التي (أضاعت الوقت)؛ حسب تعبيره..!!

:: وصدقاً، لقد نفد الصبر على الفراغ و الفوضى وتردي الخدمات لتغييب هياكل الدولة، ليس صبر البرهان فحسب، بل صبر الشعب أيضاً.. وبالمناسبة؛ لم يفوضني الشعب متحدثاَ باسمه، و لكن ليس هناك ما يمنع ذلك؛ طالما الذين يتباهون بفرض الحصار عليه يتحدثون باسمه ..!!




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619